٤

و قوله: قالَ رَبّ إنّـي وَهَنَ العَظْمُ مِنّـي

يقول تعالـى ذكره، فكان نداؤه الـخفـيّ الذي نادى به ربه أن قال: رَبّ إنّـي وَهَنَ العَظْمُ مِنّـي يعني بقوله وَهَنَ ضعف ورقّ من الكبر، كما:

١٧٦٩١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قالَ رَبّ إنّـي وَهَنَ العَظْمُ مِنّـي أي ضعف العظم منـي.

١٧٦٩٢ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، فـي قوله: وَهَنَ العَظْمُ مِنّـي قال: نَـحَل العظم. قال عبد الرزاق، قال: الثوريّ: وبلغنـي أن زكريا كان ابن سبعين سنة.

وقد اختلف أهل العربـية فـي وجه النصب فـي الشّيْب، فقال بعض نـحويّـي البصرة: نصب علـى الـمصدر من معنى الكلام، كأنه حين قال: اشتعل، قال: شاب، فقال: شَيْبـا علـى الـمصدر. قال: ولـيس هو فـي معنى: تفقأت شحما وامتلأت ماء، لأن ذلك لـيس بـمصدر. وقال غيره: نصب الشيب علـى التفسير، لأنه يقال: اشتعل شيبُ رأسي، واشتعل رأسي شيبـا، كما يقال: تفقّأت شحما، وتفقّأ شحمي.

و قوله: ولَـمْ أكُنْ بِدُعائِكَ رَبّ شَقِـيّا يقول: ولـم أشق يا ربّ بدعائك، لأنك لـم تـخيب دعائي قبل إذ كنت أدعوك فـي حاجتـي إلـيك، بل كنت تـجيب وتقضي حاجتـي قبلك. كما:

١٧٦٩٣ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج عن ابن جريج، قوله: ولَـمْ أكُنْ بدُعائِكَ رَبّ شَقِـيّا يقول: قد كنت تعرّفنـي الإجابة فـيـما مضى.

﴿ ٤