٦و قوله: يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ يقول: يرثنـي من بعد وفـاتـي مالـي، ويرث من آل يعقوب النبوّة، وذلك أن زكريا كان من ولد يعقوب. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٧٦٩٩ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا جابر بن نوح، عن إسماعيـل، عن أبـي صالـح، قوله يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ يقول: يرث مالـي، ويرث من آل يعقوب النبوّة. حدثنا مـجاهد ، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا إسماعيـل، عن أبـي صالـح فـي قوله يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال: يرث مالـي، ويرث من آل يعقوب النبوّة. حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا إسماعيـل بن أبـي خالد، عن أبـي صالـح، فـي قوله يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال: يرثنـي مالـي، ويرث من آل يعقوب النبوّة. حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا إسماعيـل بن أبـي خالد، عن أبـي صالـح، فـي قوله يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال: يكون نبـيا كما كانت أبـاؤه أنبـياء. ١٧٧٠٠ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال: وكان وارثته علـما، وكان زكريا من ذرّية يعقوب. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد ، قال: كان وارثته علـما، وكان زكريا من ذرية يعقوب. ١٧٧٠١ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ، عن الـحسن، فـي قوله: يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال: نبوّته وعلـمه. ١٧٧٠٢ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا جابر بن نوح، عن مبـارك، عن الـحسن، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (رَحِمَ اللّه أخِي زَكَرِيّا، ما كانَ عَلَـيْهِ مِنْ وَرَثَةِ مالِهِ حِينَ يَقُولُ فَهَبْ لـي مِنْ لَدُنْكَ وَلِـيّا، يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) . ١٧٧٠٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال: كان الـحسن يقول: يرث نبوّته وعلـمه. قال قتادة : ذُكر لنا أن نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الاَية، وأتـى علـى يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال: (رحم اللّه زكريا ما كان علـيه من ورثته) . ١٧٧٠٤ـ حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال: (يَرْحَمُ اللّه زَكَرِيّا وَما كانَ عَلَـيْهِ مِنْ وَرَثَتِهِ، وَيَرْحَمُ اللّه لُوطا إنْ كانَ لَـيَأْوِي إلـى رُكْنٍ شَدِيدٍ) . ١٧٧٠٥ـ حدثنـي موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ فَهَبْ لـي مِنْ لَدُنْكَ وَلِـيّا يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال: يرث نبوّتـي ونبوّة آل يعقوب. واختلف القرّاء فـي قراءة قوله: يَرِثُنِـي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ فقرأت ذلك عامّة قرّاء الـمدينة ومكة وجماعة من أهل الكوفة: يَرِثُنِـي وَيَرِثُ برفع الـحرفـين كلـيهما، بـمعنى: فهب الذي يرثنـي ويرث من آل يعقوب، علـى أن يرثنـي ويرث من آل يعقوب، من صلة الولـيّ. وقرأ ذلك جماعة من قرّاء أهل الكوفة والبصرة: (يَرِثْنِـي ويَرِثْ) بجزم الـحرفـين علـى الـجزاء والشرط، بـمعنى: فهب لـي من لدنك ولـيا فإنه يرثنـي إذا وهبته لـي. وقال الذين قرأوا ذلك كذلك: إنـما حسُن ذلك فـي هذا الـموضع، لأن يرثنـي من آية غير التـي قبلها. قالوا: وإنـما يحسُن أن يكون مثل هذا صلة، إذا كان غير منقطع عما هو له صلة، ك قوله: رِدْءا يُصَدّقُنِـي. قال أبو جعفر: وأولـى القراءتـين عندي فـي ذلك بـالصواب قراءة من قرأه برفع الـحرفـين علـى الصلة للولـيّ، لأنّ الولـيّ نكرة، وأن زكريا إنـما سأل ربه أن يهب له ولـيا يكون بهذه الصفة، كما رُوي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، لا أنه سأله ولـيا، ثم أخبر أنه إذا وهب له ذلك كانت هذه صفته، لأن ذلك لو كان كذلك، كان ذلك من زكريا دخولاً فـي علـم الغيب الذي قد حجبه اللّه عن خـلقه. و قوله: وَاجْعَلْهُ رَبّ رَضِيّا يقول: واجعل يا ربّ الولـيّ الذي تهبه لـي مرضيا ترضاه أنت ويرضاه عبـادك دينا وخُـلُقا وخَـلْقا. والرضي: فعيـل صرف من مفعول إلـيه. |
﴿ ٦ ﴾