٩القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبّكَ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً }. يقول تعالـى ذكره: قال اللّه لزكريا مـجيبـا له قالَ كَذلكَ يقول: هكذا الأمر كما تقول من أنّ امرأتك عاقر، وأنك قد بلغت من الكبر العتـيّ، ولكن ربك يقول: خـلْق ما بشّرتك به من الغلام الذي ذكرت لك أن اسمه يحيى علـيّ هين، فهو إذن من قوله: قالَ رَبّكَ هُوَ عَلـيّ هَيّنٌ كناية عن الـخـلق. و قوله: وَقَدْ خـلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ ولَـمْ تَك شَيْئا يقول تعالـى ذكره: ولـيس خـلق ما وعدتك أن أهبه لك من الغلام الذي ذكرت لك أمره منك مع كبر سنك، وعقم زوجتك بأعجب من خـلقـيك، فإنـي قد خـلقتك، فأنشأتك بشرا سويا من قبل خـلقـي ما بشرتك بأنـي واهبه لك من الولد، ولـم تك شيئا، فكذلك أخـلق لك الولد الذي بشرتك به من زوجتك العاقر، مع عِتـيك ووهن عظامك، واشتعال شيب رأسك. |
﴿ ٩ ﴾