تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة الحجمدنـية وآياتها ثمانِ وسبعون بِسمِ اللّه الرحمَن الرّحِيـمِ ١القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمْ إِنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ }. قال أبو جعفر: يقول تعالـى ذكره: يا أيها الناس احذروا عقاب ربكم بطاعته، فأطيعوه ولا تعصُوه، فإن عقابه لـمن عاقبه يوم القـيامة شديد. ثم وصف جل ثناؤه هول أشراط ذلك الـيوم وبدوّه، فقال: إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةٍ شَيْءٌ عَظِيـمٌ. واختلف أهل العلـم فـي وقت كون الزلزلة التـي وصفها جل ثناؤه بـالشدّة، فقال بعضهم: هي كائنة فـي الدنـيا قبل يوم القـيامة. ذكر من قال ذلك: ١٨٨٣١ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفـيان، عن الأعمش، عن إبراهيـم، عن علقمة، فـي قوله: إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ قال: قبل الساعة. ١٨٨٣٢ـ حدثنـي سلـيـمان بن عبد الـجبـار، قال: حدثنا مـحمد بن الصلت، قال: حدثنا أبو كدنـية، عن عطاء، عن عامر: يا أيّها النّاسُ اتقُوا رَبّكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظيـمٌ قال: هذا فـي الدنـيا قبل يوم القـيامة. ١٨٨٣٣ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جُرَيج فـي قوله: إنّ زَلْزَلَةَ السَاعَةِ فقال: زلزلتها: أشراطها... الاَيات يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَملَها وَتَرَى الناسَ سُكارَى وَما هُمْ بِسُكارَى. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عطاء، عن عامر: يا أيّها النّاسُ اتّقُوا رَبكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ قال: هذا فـي الدنـيا من آيات الساعة. وقد رُوي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بنـحو ما قال هؤلاء خبر، فـي إسناده نظر وذلك ما: ١٨٨٣٤ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مـحمد الـمـحاربـي، عن إسماعيـل بن رافع الـمدنـي، عن يزيد بن أبـي زياد، عن رجل من الأنصار، عن مـحمد بن كعب القُرَظيّ، عن رجل من الأنصار، عن أبـي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (لـمَا فَرَغَ اللّه منْ خَـلْقِ السمَوَاتِ والأرْضِ، خَـلَقَ الصّوْرَ فأعْطاهُ إسْرَافِـيـلَ، فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلـى فـيهِ، شاخِصٌ بِبَصَرِهِ إلـى العَرْشِ، يَنْتَظِرُ مَتـى يُؤْمَرُ.) قال أبو هريرة: يا رسول اللّه ، وما الصور؟ قال: (قَرْنٌ) . قال: وكيف هو؟ قال: (قَرْنٌ عَظِيـمٌ يُنْفَخُ فـيهِ ثَلاثّ نَفَخاتٍ، الأُولـى: نَفْخَةُ الفَزَعِ، والثانـيَةُ: نَفْخَةُ الصّعْقِ، والثالِثَةُ: نَفْخَةُ القِـيامِ لِرَبّ العالَـمِينَ. يَأْمُرُ اللّه عَزّ وَجَلّ إسْرافـيـلَ بـالنّفْخَةِ الأُولـى، فَـيَقُولُ: انْفُخْ نَفْخَةَ الفَزَعِ فَـيَفْزَعُ أهْلُ السّمَواتِ والأَرْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللّه ، ويَأْمُرُ اللّه فَـيُدِيـمُها وَيُطَوّلها، فَلا يَفْتُرُ، وَهِيَ التِـي يَقُولُ اللّه : ما يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً ما لَهَا مِنْ فَوَاقٍ فَـيُسَيّرُ اللّه الـجِبـالَ فَتَكُونُ سَرَابـا، وَتُرَجّ الأرْضُ بأهلها رَجّا، وَهِيَ الّتِـي يَقُولُ اللّه : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ، فَتَكُونُ الأرْض كالسّفِـينَةِ الـموبَقَةِ فـي البَحْرِ تَضْرِبُها الأَمْوَاجُ تُكْفَأُ بأَهْلها، أوْ كالقِنْديـلِ الـمُعَلّقِ بـالعَرْشِ تُرَجّحُهُ الأَرْوَاحُ فَتَـمِيدُ الناسُ عَلـى ظَهْرِها فَتَذْهَلُ الـمَرَاضِعُ، وَتَضَعُ الـحَوَامِلُ، وَتَشِيبُ الولْدَانُ، وَتَطيرُ الشياطِينُ هارِبَةً حتـى تَأْتـي الأَقْطار فَتَلَقّاها الـمَلائِكَةُ فَتَضْرِبُ وُجُوهَها، فَترْجِعُ وَيُوَلّـي النّاس مُدْبِرِينَ يُنادِي بَعْضَهُمْ بَعْضَا، وَهُوَ الذِي يَقُولُ اللّه : يَوْمَ التنادِ يَوْمَ تُوَلّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللّه مِنْ عاصمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللّه فَمَا لَهُ مِنْ هادٍ فَبَـيْنَـما هُمْ عَلـى ذلكَ، إذْ تَصَدّعَتِ الأرْضُ مِنْ قُطْرٍ إلـى قُطْرٍ، فَرَأوْا أمْرا عَظِيـما، وأَخَذَهُمْ لِذَلكَ مِن الكَرْبِ ما اللّه أعْلَـمُ بِهِ، ثُمّ نَظَرُوا إلـى السّماءِ فإذَا هِيَ كالـمُهْلِ، ثُم خُسِفَ شمْسُها وخُسِفَ قَمَرُها وَانْتَثرَتْ نُـجُومُها، ثُمّ كُشِطَتْ عَنْهُمْ) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (والأمْوَاتُ لا يَعْلَـمُون بِشَيْءٍ مِنْ ذلكَ) فقال أبو هريرة: فمن استثنى للّه حين يقول: فَفَزِعَ مَنْ فِـي السّمَوَاتِ وَمَنْ فِـي الأرْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللّه ؟ قال: (أُولَئِكَ الشّهَدَاءُ، وإنّـمَا يَصلُ الفَزَعُ إلـى الأحْياء، أُولَئِكَ أحْياءٌ عِنْدَ رَبّهمْ يُرْزَقُونَ، وَقاهُمُ اللّه فَزَعَ ذلكَ الـيَوْم وآمَنَهُمْ. وَهُوَ عَذَابُ اللّه يَبْعَثُهُ عَلـى شِرَارِ خَـلْقِهِ، وَهُوَ الّذِي يَقُولُ: يا أيها النّاسُ اتّقُوا رَبّكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ... إلـى قوله: وَلَكِنّ عَذَابَ اللّه شَدِيدٌ) . وهذا القول الذي ذكرناه عن علقمة والشعبـيّ ومن ذكرنا ذلك عنه قولٌ، لولا مـجيء الصحاح من الأخبـار عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بخلافه، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أعلـم بـمعانـي وحي اللّه وتنزيـله. والصواب من القول فـي ذلك ما صحّ به الـخبر عنه. ذكر الرواية عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بـما ذكرنا: ١٨٨٣٥ـ حدثنـي أحمد بن الـمقدام، قال: حدثنا الـمعتـمر بن سلـيـمان، قال: سمعت أبـي يحدّث عن قتادة ، عن صاحب له حدّثه، عن عمران بن حُصين، قال: بـينـما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فـي بعض مغازيه وقد فـاوت السّير بأصحابه، إذ نادى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بهذه الاَية: (يا أيّها النّاسُ اتّقُوا رَبّكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ) . قال: فحَثّوا الـمطيّ، حتـى كانوا حول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (هَلْ تَدْرُونَ أيّ يَوْمٍ ذَلكَ؟) قالوا: اللّه ورسوله أعلـم. قال: (ذلكَ يَوْمَ يُنادَى آدَمُ، يُنادِيهِ رَبّهُ: ابْعَثْ بَعْثَ النارِ، مِنْ كُلّ ألْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إلـى النّارِ) قال: فأبلس القوم، فما وضح منهم ضاحك، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : (ألا احْمَلُوا وأبْشِرُوا، فإنّ مَعَكُمْ خَـلِـيقَتَـيْنِ ما كانَتا فِـي قَوْمٍ إلاّ كَثَرَتاهُ، فَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنـي آدَمَ، وَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنـي إبْلِـيسَ وَيأْجُوجَ وَمأْجُوجَ) . قال: (أبْشِرُوا، ما أنْتُـمْ فِـي النّاسِ إلاّ كالشّامَةِ فِـي جَنْبِ البَعِيرِ، أو كالرّقْمة فـي جَناحِ الدّابَة) . حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام بن أبـي عبد اللّه ، عن قتادة ، عن الـحسن، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم . وحدثنا ابن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبـي وحدثنا ابن أبـي عديّ، عن هشام جميعا، عن قتادة ، عن الـحسن، عن عمران بن حصين، عن البنـيّ صلى اللّه عليه وسلم بـمثله. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مـحمد بن بشر، عن سعيد بن أبـي عروبة، عن قتادة ، عن العلاء بن زياد عن عمران، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، بنـحوه. ١٨٨٣٦ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا مـحمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف، عن الـحسن، قال: بلغنـي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لـما قـفل من غزوة العُسْرة، ومعه أصحابه، بعد ما شارف الـمدينة، قرأ: يا أيّها النّاسُ اتقُوا رَبكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ يَوْمَ تَرَوْنَها... الاَية، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (أتَدْرُونَ أيّ يوم ذَاكُمْ) ؟ قـيـل: اللّه ورسوله أعلـم. فذكر نـحوه، إلا أنه زاد: (وإنّهُ لَـمْ يَكُنْ رَسُولانِ إلاّ كانَ بَـيْنَهُما فَتْرَةٌ مِنَ الـجاهِلِـيّةِ، فَهُمْ أهْلُ النّارِ وإنّكُمْ بـينَ ظَهْرَانْـي خَـلِـيقَتَـيْنِ لا يُعادّهما أحدٌ مِنْ أهْلِ الأرْضِ إلاّ كَثَرُوهُمْ، وَهُمْ يَأْجُوجُ وَمأجُوجُ، وَهُمْ أهْلُ النارِ، وَتَكْمُلُ العِدّةُ مِنَ الـمُنافِقِـينَ) . ١٨٨٣٧ـ حدثنـي يحيى بن إبراهيـم الـمسعوديّ، قال: حدثنا أبـي، عن أبـيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن أبـي صالـح عن أبـي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (يُقالُ لاَدَمَ: أخْرِجْ بَعْثَ النّار، قالَ: فَـيَقُولُ: وَما بَعْثُ النّارِ؟ فَـيَقُولُ: مِنْ كُلّ ألْفٍ تِسْعَ مئَةٍ وتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. فَعِنْدَ ذلكَ يَشِيبُ الصّغِيرُ، وَتَضَعُ الـحاملُ حَمَلها، وَتَرَى النّاسَ سُكارَى وَما هُمْ بِسُكارَى، وَلَكِنّ عَذَابَ اللّه شَديدٌ) . قالَ: قُلْنا فَأين الناجي يا رسول اللّه ؟ قال: (أبْشِرُوا فإنّ وَاحِدا منْكُمْ وألْفـا منْ يَأْجُوجَ وَمأجُوجَ) . ثُمّ قالَ: (إنّـي لأَطْمَعُ أنْ تَكُونُوا رُبُعَ أهلِ الـجَنّةِ) فَكَبّرْنا وحَمِدْنا اللّه . ثم قال: (إنّـي لأَطْمَعُ أنْ تكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الـجَنةِ) فكَبّرْنا وحَمِدْنا اللّه . ثم قال: (إنّـي لأطْمَعُ أنْ تَكُونُوا نِصْفَ أهْلِ الـجَنةِ إنّـمَا مَثَلُكُمْ فِـي النّاسِ كمَثَلِ الشّعْرَةِ البَـيْضَاءِ فـي الثّوْرِ الأسْوَدِ، أو كَمَثلِ الشّعْرَةِ السّوْدَاءِ فِـي الثوْرِ الأبْـيَضِ) . حدثنا أبو السائب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبـي صالـح، عن أبـي سعيد الـخُدْريّ، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (يَقُول اللّه لاَدَمَ يَوْمَ القِـيامَةِ) ثم ذكر نـحوه. حدثنـي عيسى بن عثمان بن عيسى الرملـيّ، قال: حدثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أبـي صالـح، عن أبـي سعيد، قال: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الـحشر، قال: (يقولُ اللّه يَوْمَ القِـيامَةِ يا آدَمُ فَـيَقُولُ: لَبّـيْكَ وَسَعْدَيْكَ والـخَيْرُ بِـيَدَيْكَ فَـيَقُولُ: ابْعَثْ بَعْثا إلـى النّارِ) . ثم ذكر نـحوه. ١٨٨٣٨ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ، عن أنس قال: نزلت يا أيّها النّاسُ اتّقُوا رَبّكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ... حتـى إلـى: عَذَابَ اللّه شَدِيدٌ... الاَية علـى النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو فـي مسير، فرجّع بها صوته، حتـى ثاب إلـيه أصحابه، فقال: (أتَدْرُونَ أيّ يَوْمٍ هَذَا؟ هَذَا يَوْمَ يَقُولُ اللّه لاَدَمَ: يا آدَمُ قُمْ فـابْعَثَ النارِ مِنْ كُلّ ألْفٍ تِسْعَ مئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ) فكُبر ذلك علـى الـمسلـمين، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : (سَدّدُوا وَقارِبُوا وأبْشِرُوا فَوَالّذِي نَفْسِي بِـيَدِهِ ما أنْتُـمْ فِـي الناسِ إلاّ كالشّامَةِ فـي جَنْبِ البَعِيرِ، أو كالرّقْمَةِ فِـي ذِرَاعِ الدّابّةِ، وإنّ مَعَكُمْ لَـخَـلِـيقَتَـيْنِ ما كانَتا فِـي شَيْءٍ قَطّ إلاّ كَثَرَتاهُ: يَأْجُوجُ وَمأْجُوجُ، وَمَنْ هَلَكَ من كَفَرَةِ الـجِنّ والإنْسِ) . ١٨٨٣٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن إسحاق، عن عمرو بن ميـمون، قال: دخـلت علـى ابن مسعود بـيت الـمال، فقال: سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول: (أتَرْضَوْنَ أن تَكُونُوا رُبُعَ أهْلِ الـجَنةِ؟) قُلنا نعم، قال: (أتَرْضَوْنَ أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الـجَنةِ؟) قلنا: نعم قال: (فوَالّذِي نَفْسِي بـيَدِهِ، إنّـي لأرْجُوا أنْ تَكُونّوا شَطْرَ أهْلِ الـجَنّةِ، وَسأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذلكَ إنّه لا يَدْخُـلُ الـجَنّةَ إلاّ نَفْسٌ مُسْلِـمَةٌ، وَإنّ قِلّةَ الـمُسْلِـمِينَ فِـي الكُفّـارِ يَوْمَ القِـيامَةِ كالشّعْرَةِ السّوْدَاءِ فِـي الثّوْرِ الأبْبَضِ، أو كالشّعْرَةِ البَـيْضَاءِ فِـي الثّوْرِ الأسْوَدِ) . ١٨٨٤٠ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ قال: هذا يوم القـيامة. والزلزلة: مصدر من قوله القائل: زلزلتُ بفلان الأرض أزلزلها زلزلة وزِلزالاً، بكسر الزاي من الزّلزال، كما قال اللّه : إذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا وكذلك الـمصدر من كل سلـيـم من الأفعال إذا جاءت علـى فِعلال فبكسر أوّله، مثل وَسْوس وَسْوَسَة ووِسْواسا، فإذا كان اسما كان بفتـح أوّله الزّلزال والوَسْواس، وهو ما وسوس إلـى الإنسان، كما قال الشاعر: يَعْرِف الـجاهِلُ الـمُضَلّلُ أنّ الدّهْرَ فِـيهِ النّكْرَاءُ والزّلْزَالُ |
﴿ ١ ﴾