٦القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {ذَلِكَ بِأَنّ اللّه هُوَ الْحَقّ وَأَنّهُ يُحْيِـي الْمَوْتَىَ وَأَنّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }. يعني تعالـى ذكره ب قوله: ذلك هذا الذي ذكرت لكم أيها الناس من بدئنا خـلقكم فـي بطون أمهاتكم، ووصفنا أحوالكم قبل الـميلاد وبعده، طفلاً، وكهلاً، وشيخا هرما وتنبـيهناكم علـى فعلنا بـالأرض الهامدة بـما ننزل علـيها من الغيث لتؤمنوا وتصدّقوا بأن ذلك الذي فعل ذلك اللّه الذي هو الـحقّ لا شك فـيه، وأن من سواه مـما تعبدون من الأوثان والأصنام بـاطل لأنها لا تقدر علـى فعل شيء من ذلك، وتعلـموا أن القدرة التـي جعل بها هذه الأشياء العجيبة لا يتعذّر علـيها أن يحيـي بها الـموتـى بعد فنائها ودروسها فـي التراب، وأن فـاعل ذلك علـى كلّ ما أراد وشاء من شيء قادر لا يـمتنع علـيه شيء أراده، |
﴿ ٦ ﴾