٢٧و قوله: فأَوْحَيْنا إلَـيْهِ أن اصْنَعِ الفُلْكَ بأَعْيُنِنا وَوَحْينا يقول: فقلنا له حين استنصرَنا علـى كَفَرة قومه: اصنع الفُلْك، وهي السفـينة بأَعْيُنِنا يقول: بـمرأى ومنظر، ووَحْينَا يقول: وبتعلـيـمنا إياك صنعتها. فإذَا جاء أمْرُنا يقول: فإذا جاء قضاؤنا فـي قومك، بعذابهم وهلاكهم وَفـارَ التّنّورُ، وقد ذكرنا فـيـما مضى اختلاف الـمختلفـين فـي صفة فور التنور، والصواب عندنا من القول فـيه بشواهده، بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع. فـاسْلُكْ فِـيها مِنْ كلَ زَوْجِيْنِ اثْنَـيْنِ يقول: فأدخـل فـي الفلك واحمل. والهاء والألف فـي قوله: فـيها من ذكر الفلك. منْ كُلَ زَوْجِيْنِ اثْنَـينِ يقال سلكته فـي كذا وأسلكته فـيه ومن سلكته قوم الشاعر: وكُنْتُ لِزَازَ خَصْمِكَ لَـمْ أُعَرّدْوَقَدْ سَلَكُوكَ فِـي يَوْمٍ عَصِيبِ وبعضهم يقول: أسلكت بـالألف ومنه قولـي الهُذَلـيّ: حتـى إذَا أسْلَكُوهُمْ فِـي قُتائِدَةٍشَلاّ كمَا تَطْرُدِ الـجّمّالَةُ الشّرُدَا وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٩٢٩٢ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عباس ، قوله: فـاسْلُكْ فِـيها مِنْ كُلَ زَوْجَيْنِ اثْنَـيْنِ يقول لنوح: اجعل فـي السفـينة من كل زوجين اثنـين. وأهْلَكَ وهم ولده ونساؤهم: إلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَـيْهِ القَوْلُ من اللّه بأنه هالك فـيـمن يهلك من قومك فلا تـحمله معك، وهو يام الذي غرق. و يعني ب قوله: مِنْهُمْ مِن أهلك، والهاء والـميـم فـي قوله (منهم) من ذكر الأهل. و قوله: وَلا تـخاطِبْنِـي... الاَية، يقول: ولا تسألنـي فـي الذين كفروا بـاللّه أن أنـجيهم. إنّهُمْ مُغْرَقُونَ يقول: فإنـي قد حتـمت علـيهم أن أغرق جميعهم. |
﴿ ٢٧ ﴾