تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة الفرقانمكية وآياتها سبع وسبعون بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {تَبَارَكَ الّذِي نَزّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىَ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }. قال أبو جعفر: تبـارك: تَفـاعَلَ من البركة، كما: ١٩٩٢٠ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، قال: حدثنا أبو رَوق، عن الضحاك ، عن عبد اللّه بن عباس ، قال: تبـارك: تَفَـاعَلَ من البركة. وهو كقول القائل: تقدّس ربنا، ف قوله: تَبـارَكَ الّذِي نَزّلَ الفُرْقانَ يقول: تبـارك الذي نزّل الفصل بـين الـحقّ والبـاطل، فصلاً بعد فصل وسورة بعد سُورة، علـى عبده مـحمد صلى اللّه عليه وسلم ، لـيكون مـحمد لـجميع الـجنّ والإنس الذين بعثه اللّه إلـيهم داعيا إلـيه، نذيرا: يعني منذِرا يُنذرهم عِقابه ويخوّفهم عذابه، إن لـم يوحدوه ولـم يخـلصوا له العبـادة ويخـلعوا كلّ ما دونه من الاَلهة والأوثان. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٩٩٢١ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: تَبـارَكَ الّذِي نَزّلَ الفُرْقانَ عَلـى عَبْدِهِ لـيَكُونَ للْعالَـمِينَ نَذِيرا قال: النبي النذير. وقرأ: وَإنْ مِنْ أُمّةٍ إلاّ خَلا فِـيها نَذِيرٌ وقرأ: وَما أهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إلاّ لَهَا مُنْذِرُونَ قال: رسل. قال: الـمنذرون: الرسل. قال: وكان نذيرا واحدا بلّغ ما بـين الـمشرق والـمغرب، ذو القرنـين، ثم بلغ السدّين، وكان نذيرا، ولـم أسمع أحدا يُحِقّ أنه كان نبـيّا. وأُوحِيَ إلـيّ هذَا القُرآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ قال: من بلغه القرآن من الـخـلق، فرسول اللّه نذيره. وقرأ: يا أيّها النّاسُ إنّـي رَسُولُ اللّه إلَـيْكُمْ جَمِيعا وقال: لـم يرسل اللّه رسولاً إلـى الناس عامة إلاّ نوحا، بدأ به الـخـلق، فكان رسولَ أهل الأرض كلهم، ومـحمد صلى اللّه عليه وسلم خَتَـم به. |
﴿ ١ ﴾