٣١

و قوله: وكَذلكَ جَعَلْنا لِكُلّ نَبِـيّ عَدُوّا مِنَ الـمُـجْرِمِينَ

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى اللّه عليه وسلم : وكما جعلنا لك يا مـحمد أعداء من مشركي قومك، كذلك جعلنا لكلّ من نبأناه من قبلك عدوّا من مشركي قومه، فلـم تـخصص بذلك من بـينهم. يقول: فـاصبر لِـما نالك منهم كما صبر مِن قبلك أولو العزم من رسلنا.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

١٩٩٩٩ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، قال: قال ابن عباس وكَذلكَ جَعَلْنا لكُلّ نَبِـيّ عَدُوّا مِنَ الـمُـجْرِمِينَ قال: يوطن مـحمدا صلى اللّه عليه وسلم أنه جاعل له عدوّا من الـمـجرمين كما جعل لـمن قبله.

و قوله: وكَفَـى برَبّكَ هادِيا وَنَصِيرا

يقول تعالـى ذكره لنبـيه: وكفـاك يا مـحمد بربك هاديا يهديك إلـى الـحقّ، ويبصرك الرشد، ونصيرا: يقول: ناصرا لك علـى أعدائك، يقول: فلا يهولنك أعداؤك من الـمشركين، فإنـي ناصرك علـيهم، فـاصبر لأمري، وامض لتبلـيغ رسالتـي إلـيهم.

﴿ ٣١