٣و قوله: لَعَلّكَ بـاخِعٌ نَفْسَكَ أنْ لا يكُونُوا مُؤْمِنِـينَ يقول تعالـى ذكره: لعلك يا مـحمد قاتل نفسك ومهلكها إن لـم يؤمن قومك بك، ويصدقوك علـى ما جئتهم به. والبخْع: هو القتل والإهلاك فـي كلام العرب ومنه قول ذي الرّمة: ألا أيّهَذَا البـاخعُ الْوَجْدُ نَفْسَهُلشَيْءٍ نَـحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ الـمَقادِرُ وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٢٠١٨٨ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: قال ابن عباس : بـاخِعٌ نَفْسَك: قاتل نفسك. ٢٠١٨٩ـ حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ، فـي قوله لَعَلّكَ بـاخعٌ نَفْسَكَ أنْ لا يكُونُوا مُؤْمِنِـينَ قال: لعلك من الـحرص علـى إيـمانهم مخرج نفسك من جسدك، قال: ذلك البخع. ٢٠١٩٠ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله لَعَلّكَ بـاخِعٌ نَفْسَكَ علـيهم حرصا، وأنْ من قوله: أنْ لا يَكُونُوا مُؤْمِنـينَ فـي موضع نصب ببـاخع، كما يقال: زرت عبد اللّه أن زارنـي، وهو جزاء ولو كان الفعل الذي بعد أنْ مستقبلاً لكان وجه الكلام فـي (أن) الكسر كما يقال أزور عبد اللّه إن يزورنـي. |
﴿ ٣ ﴾