تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآن

للإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

إمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)

_________________________________

سورة النمل

مكية وآياتها ثلاث وتسعون

بسم اللّه الرحمَن الرحيـم

١

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {طسَ }.

قال أبو جعفر: وقد بـيّنا القول فـيـما مضى من كتابنا هذا فـيـما كان من حروف الـمعجم فـي فواتـح السور، ف قوله: طس من ذلك. وقد رُوي عن ابن عباس أن قوله: طس: قسم أقسمه اللّه هو من أسماء اللّه .

٢٠٤٢٣ـ حدثنـي علـيّ بن داود، قال: حدثنا عبد اللّه بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عباس . فـالواجب علـى هذا القول أن يكون معناه: والسميع اللطيف، إن هذه الاَيات التـي أنزلتها إلـيك يا مـحمد لاَيات القرآن، وآيات كتاب مبـين: يقول: يبـين لـمن تدبّره، وفكّر فـيه بفهم أنه من عند اللّه ، أنزله إلـيك، لـم تتـخرّصه أنت ولـم تتقوّله، ولا أحد سواك من خـلق اللّه ، لأنه لا يقدر أحد من الـخـلق أن يأتـي بـمثله، ولو تظاهر علـيه الـجنّ والإنس. وخفض قوله: وكِتابٍ مُبِـينٍ عطفـا به علـى القرآن.

﴿ ١