١٩القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَلَمّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالّذِي هُوَ عَدُوّ لّهُمَا قَالَ يَمُوسَىَ ...}. يقول تعالـى ذكره: فلـما أراد موسى أن يبطش بـالفرعونـيّ الذي هو عدوّ له وللإسرائيـلـي، قال الإسرائيـلـي لـموسى وظنّ أنه إياه يريد أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كما قَتَلْتَ نَفْسا بـالأَمْسِ. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٢٠٧٧٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة : فَلَـمّا أنْ أرَادَ أنْ يَبْطِشَ بِـالّذِي هُوَ عَدُوّ لَهُمَا قالَ: خافه الذي من شيعته حين قال له موسى: إنّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ. ٢٠٧٧٤ـ حدثنا موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ، قال موسى للإسرائيـلـي: إنّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ ثم أقبل لـينصره، فلـما نظر إلـى موسى قد أقبل نـحوه لـيبطش بـالرجل الذي يقاتل الإسرائيـلـي، قالَ الإسرائيـلـي، وفَرِق من موسى أن يبطش به من أجل أنه أغلظ له الكلام: يَا مُوسَى أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْتَ نَفْسا بـالأَمْسِ، إنْ تُرِيدُ إلاّ أنْ تَكُونَ جَبّـارا فِـي الأرْضِ وَما تُرِيدُ أنْ تَكُونَ مِنَ الـمُصْلِـحِينَ فتركه موسى. ٢٠٧٧٥ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن أبـي بكر بن عبد اللّه ، عن أصحابه، قال: ندم بعد أن قتل القتـيـل، فقال: هَذَا مِنْ عَمَلِ الشّيْطانِ إنّهُ عَدُوّ مُضِلّ مُبِـينٌ قال: ثم استنصره بعد ذلك الإسرائيـلـي علـى قبطي آخر، فقال له موسى: إنّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ فلـما أراد أن يبطش بـالقبطي، ظنّ الإسرائيـلـي أنه إياه يريد، فقال: يا موسى أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْتَ نَفْسا بـالأَمْسِ؟. قال: وقال ابن جُرَيج، أو ابن أبـي نـجيح الطبري يشكّ وهو فـي الكتاب ابن أبـي نـجيح أن موسى لـما أصبح، أصبح نادما تائبـا، يودّ أن لـم يبطش بواحد منهما، وقد قال للإسرائيـلـي: إنّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ فعلـم الإسرائيـلـي أن موسى غير ناصره فلـما أراد الإسرائيـلـي أن يبطش بـالقبطي نهاه موسى، ففرق الإسرائيـلـي من موسى، فقال: أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْتَ نَفْسا بـالأَمْسِ؟ فسعى بها القبطيّ. و قوله: إنْ تُرِيدُ إلاّ أنْ تَكُونَ جَبّـارا فِـي الأرْضِ يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل الإسرائيـلـيّ لـموسى: إن تريد ما تريد إلاّ أن تكون جبـارا فـي الأرض. وكان من فعل الـجبـابرة: قتل النفوس ظلـما، بغير حقّ. و قـيـل: إنـما قال ذلك لـموسى الإسرائيـل، لأنه كان عندهم مَن قتل نفسين: من الـجبـابرة. ذكر من قال ذلك: ٢٠٧٧٦ـ حدثنا مـجاهد بن موسى، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا هشيـم بن بشير، عن إسماعيـل بن سالـم، عن الشعبـيّ قال: من قتل رجلـين فهو جبـار قال: ثم قرأ أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْتَ نَفْسا بـالأَمْسِ، إنْ تُرِيدُ إلاّ أنْ تَكُونَ جَبّـارا فِـي الأرْضِ، وَما تُرِيدُ أنْ تَكُونَ مِنَ الـمُصْلِـحِينَ. ٢٠٧٧٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة إنْ تُرِيدُ إلاّ أنْ تَكُونَ جَبّـارا فِـي الأرْضِ إن الـجبـابرة هكذا، تقتل النفس بغير النفس. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، إنْ تُرِيدُ إلاّ أنْ تَكُونَ جبّـارا فِـي الأرْضِ قال: تلك سِيرة الـجبـابرة أن تقتل النفس بغير النفس. و قوله: وَما تُرِيدُ أنْ تَكُونَ منَ الـمُصْلِـحِينَ يقول: ما تريد أن تكون مـمن يعمل فـي الأرض بـما فـيه صلاح أهلها، من طاعة اللّه . وذكر عن ابن إسحاق أنه قال فـي ذلك ما: ٢٠٧٧٨ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق وَما تُرِيدُ أنْ تَكُونَ مِنَ الـمُصْلِـحِينَ أي ما هكذا يكون الإصلاح. |
﴿ ١٩ ﴾