٥١

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىَ عَلَيْهِمْ إِنّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىَ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }.

يقول تعالـى ذكره: أو لـم يكف هؤلاء الـمشركين يا مـحمد، القائلـين: لولا أنزل علـى مـحمد صلى اللّه عليه وسلم آية من ربه، من الاَيات والـحجج أنّا أنْزَلْنا عَلَـيْكَ هذا الكِتابَ يُتْلَـى عَلَـيْهِمْ يقول: يُقرأ علـيهم إنّ فِـي ذلكَ لَرَحْمَةً يقول: إن فـي هذا الكتاب الذي أنزلنا علـيهم لرحمة للـمؤمنـين به وذكرى يتذكرون بـما فـيه من عبرة وعظة.

وذُكر أن هذه الاَية نزلت من أجل أن قوما من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انتسخوا شيئا من بعض كتب أهل الكتاب. ذكر من قال ذلك:

٢١١٩٦ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة أن ناسا من الـمسلـمين أتوا نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بكتب قد كتبوا فـيها بعض ما يقول الـيهود، فلـما أن نظر فـيها ألقاها، ثم قال: (كفـى بها حماقة قوم، أو ضلالة قوم، أن يرغبوا عما جاءهم به نبـيهم، إلـى ما جاء به غير نبـيهم إلـى قوم غيرهم) ، فنزلت: أوَ لَـمْ يَكْفِهِمْ أنّا أنْزَلْنا عَلَـيْكَ الكِتابَ يُتْلَـى عَلَـيْهِمْ إنّ فِـي ذلكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْم يُؤْمِنُونَ.

﴿ ٥١