٥٨

وعَمِلوا الصّالِـحاتِ: يقول: وعملوا بـما أمرهم اللّه فأطاعوه فـيه، وانتهوا عما نهاهم عنه لَنُبَوّئَنّهُمْ مِنَ الـجَنّةِ غُرَفـا يقول: لننزلنهم من الـجنة عَلالـيّ.

واختلفت القُرّاء فـي قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الـمدينة والبصرة وبعض الكوفـيـين: لَنُبَوّئَنّهُمْ بـالبـاء وقرأته عامة قرّاء الكوفة بـالثاء: (لَنُثْوِيَنّهُمْ) .

والصواب من القول فـي ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان فـي قرّاء الأمصار، قد قرأ بكل واحدة منهما علـماء من القُرّاء، متقاربتا الـمعنى، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب، وذلك أن قوله: لَنُبَوّئَنّهُمْ من بوأته منزلاً: أي أنزلته، وكذلك لنُثْوينهم إنـما هو من أثويته مَسْكَنا إذا أنزلته منزلاً، من الثواء، وهو الـمُقام.

و قوله: تَـجْرِي مِنْ تَـحْتِها الأنهارُ يقول: تـجرى من تـحت أشجارها الأنهار.

خالِدِينَ فِـيها يقول: ماكثـين فـيها إلـى غير نهاية

نِعْمَ أجْرُ العامِلِـينَ يقول: نعم جزاء العاملـين بطاعة اللّه هذه الغرفُ التـي يُثْوِيهُمُوها اللّه فـي جَنّاته، تـجري من تـحتها الأنهار،

﴿ ٥٨