٦٧

و قوله: أوَ لَـمْ يَرَوْا أنّا جَعَلْنا حَرَما آمِنا

يقول تعالـى ذكره مذكرا هؤلاء الـمشركين من قريش، القائلـين: لولا أنزل علـيه آية من ربه، نِعْمَتَه علـيهم التـي خصهم بها دون سائر الناس غيرهم مع كفرهم بنعمته وإشراكهم فـي عبـادته الاَلهة والأنداد: أو لـم ير هؤلاء الـمشركون من قريش، ما خصصناهم به من نعمتنا علـيهم دون سائر عبـادنا، فـيشكرونا علـى ذلك، وينزجروا عن كفرهم بنا، وإشراكهم ما لا ينفعنا ولا يضرّهم فـي عبـادتنا أنا جعلنا بلدهم حرما، حرّمنا علـى الناس أن يدخـلوه بغارة أو حرب، آمنا، يأمن فـيه من سكنه، فأوى إلـيه من السبـاء والـخوف والـحرام الذي لا يأمنه غيرهم من الناس وَيُتَـخَطّفُ النّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ يقول: وتُسْلَب الناس من حولهم قتلاً وسبـاء. كما:

٢١٢١٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، فـي قوله أو لَـمْ يَرَوْا أنّا جَعَلْنا حَرَما آمِنا وَيُتَـخَطّفُ النّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ قال: كان لهم فِـي ذلك آية أن الناس يُغزَون ويُتَـخَطّفون وهم آمنون.

و قوله: أفَبـالبـاطِلِ يُؤْمِنُونَ يقول: أفبـالشرك بـاللّه يقرّون بألوهة الأوثان بأن يصدّقوا، وبنعمة اللّه التـي خصهم بها من أن جعل بلدهم حرما آمنا يكفرون، يعني بقوله (يكفرون) : يجحدون. كما:

٢١٢١٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله أفَبـالْبـاطِلِ يُؤْمِنُونَ: أي بـالشرك وَبِنِعْمَةِ اللّه يَكْفُرُونَ: أي يجحدون.

﴿ ٦٧