تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة سبأمكية وآياتها أربع وخمسون بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {الْحَمْدُ للّه الّذِي لَهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الاَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }. يقول تعالـى ذكره: الشكر الكامل، والـحمد التامّ كله، للـمعبود الذي هو مالك جميع ما فـي السموات السبع، وما فـي الأرَضين السبع دون كل ما يعبدونه، ودون كل شيء سواه، لا مالك لشيء من ذلك غيره فـالـمعنى: الذي هو مالك جميعه وَلهُ الـحَمْدُ فِـي الاَخِرَةِ يقول: وله الشكر الكامل فـي الاَخرة، كالذي هو له ذلك فـي الدنـيا العاجلة، لأن منه النعم كلها علـى كل من فـي السموات والأرض فـي الدنـيا، ومنه يكون ذلك فـي الاَخرة، فـالـحمد للّه خالصا دون ما سواه فـي عاجل الدنـيا، وآجل الاَخرة، لأن النعم كلها من قِبله لا يُشركه فـيها أحد من دونه، وهو الـحكيـم فـي تدبـيره خـلقه وصرفه إياهم فـي تقديره، خبـير بهم وبـما يصلـحهم، وبـما عملوا، وما هم عاملون، مـحيط بجميع ذلك. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٢١٩٠٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَهوَ الـحَكِيـمُ الـخَبِـيرُ حكيـم فـي أمره، خبـير بخـلقه. |
﴿ ١ ﴾