٣١

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مّنَ الْقُرُونِ أَنّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ }.

يقول تعالـى ذكره: ألـم ير هؤلاء الـمشركون بـاللّه من قومك يا مـحمد كم أهلكنا قبلهم بتكذيبهم رسلنا، وكفرهم بآياتنا من القرون الـخالـية أنّهُمْ إلَـيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ يقول: ألـم يَرَوا أنهم إلـيهم لا يرجعون. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

٢٢٢٧٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة أَلَـمْ يَرَوْا كَمْ أهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ القُرُونَ أنّهُمْ إلَـيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ قال: عاد وثمود، وقرون بـين ذلك كثـير.

و(كم) من قوله: كَمْ أهْلَكْنَا فـي موضع نصب إن شئت بوقوع يروا علـيها. وقد ذُكر أن ذلك فـي قراءة عبد اللّه : (أَلَـمْ يَرَوْا مَنْ أهْلَكْنا) وإن شئت بوقوع أهلكنا علـيها وأما (أنهم) ، فإن الألف منها فتـحت بوقوع يروا علـيها. وذُكر عن بعضهم أنه كسر الألف منها علـى وجه الاستئناف بها، وترك إعمال (يروا) فـيها.

﴿ ٣١