تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة غافرمكية وآياتها خمس وثمانون بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١القول فـي تأويـل قوله تعالى: {حـمَ}. اختلف أهل التأويل في معنى قوله حم فقال بعضهم: هو حروف مقطعة من اسم اللّه الذي هو الرحمن الرحيم، وهو الحاء والميم منه. ذكر من قال ذلك: ٢٣٣١٨ـ حدثني عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه المروَزي، قال: حدثنا عليّ بن الحسن، قال: ثني أبي، عن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس : الر، وحم، ون، حروف الرحمن مقطعة. وقال آخرون: هو قسم أقسمه اللّه ، وهو اسم من أسماء اللّه . ذكر من قال ذلك: ٢٣٣١٩ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قال: حم: قسم أقسمه اللّه ، وهو اسم من أسماء اللّه . ٢٣٣٢٠ـ حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ، قوله حم: من حروف أسماء اللّه . وقال آخرون: بل هو اسم من أسماء القرآن. ذكر من قال ذلك: ٢٣٣٢١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة حم قال: اسم من أسماء القرآن. وقال آخرون: هو حروف هجاء. وقال آخرون: بل هو اسم، واحتجوا لقولهم ذلك بقول شريح بن أوفَى العبسي: يُذَكّرُنِي حامِيمَ والرّمْحُ شاجِرٌفَهَلاّ تَلا حم قَبْلَ التّقَدّمِ وبقول الكُمَيت: وَجَدْنا لَكُمْ فِي آلِ حامِيم آيَةًتَأَوّلَها مِنّا تَقِيّ وَمُعْرِبُ ٢٣٣٢٢ـ وحُدثت عن معمر بن المثنى أنه قال: قال يونس، يعني الجرمي: ومن قال هذا القول فهو منكَر عليه، لأن السورة حم ساكنة الحروف، فخرجت مخرج التهجي، وهذه أسماء سور خرجت متحركات، وإذا سميت سورة بشيء من هذه الأحرف المجزومة دخلهُ الإعراب. والقول في ذلك عندي نظير القول في أخواتها، وقد بيّنا ذلك، في قوله: الم، ففي ذلك كفاية عن إعادته في هذا الموضع، إذ كان القول في حم، وجميع ما جاء في القرآن على هذا الوجه، أعني حروف التهجي قولاً واحدا. |
﴿ ١ ﴾