٦و قوله: وَالبَحْرِ المَسْجُورِ اختلف أهل التأويل في معنى البحر المسجور، فقال بعضهم: الموقد. وتأوّل ذلك: والبحر الموقد المحمّي. ذكر من قال ذلك: ٢٥٠٠٥ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، عن داود، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عليّ رضي اللّه عنه لرجل من اليهود: أين جهنم؟ فقال: البحر، فقال: ما أراه إلا صادقا، والبَحْرِ المَسْجورِ وَإذَا البِحارِ سُجِرَتْ مخففة. ٢٥٠٠٦ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا يعقوب، عن حفص بن حُمَيد، عن شمر بن عطية، في قوله: وَالبَحْرِ المَسْجُورِ قال: بمنزلة التنّور المسجور. ٢٥٠٠٧ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وَالبَحْرِ المَسْجُورِ قال: الموقَد. ٢٥٠٠٨ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَالبَحْرِ المَسْجُورِ قال: الموقد، وقرأ قول اللّه تعالى: وَإذَا البِحارُ سُجّرَتْ قال: أوقدت. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وإذا البحار مُلئت، وقال: المسجور: المملوء. ذكر من قال ذلك: ٢٥٠٠٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَالبَحْرِ المَسْجُورِ الممتلىء. وقال آخرون: بل المسجور: الذي قد ذهب ماؤه. ذكر من قال ذلك: ٢٥٠١٠ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: والبَحْرِ المَسْجُورِ قال: سجره حين يذهب ماؤه ويفجر. وقال آخرون: المسجور: المحبوس. ذكر من قال ذلك: ٢٥٠١١ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله: وَالبَحْرِ المَسْجُورِ يقول: المحبوس. وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه: والبحر المملوء المجموع ماؤه بعضه في بعض، وذلك أن الأغلب من معاني السجر: الإيقاد، كما يقال: سجرت التنور، بمعنى: أوقدت، أو الامتلاء على ما وصفت، كما قال لبيد: فَتَوَسّطا عُرْضَ السّرِيّ وَصَدّعامَسْجُورَةً مُتَجاوِرا قُلاّمُها وكما قال النمر بن تولَب العُكْليّ: إذَا شاءَ طالَعَ مَسْجُورَةًتَرَى حَوْلَها النّبْعَ والسّا سمَا سَقْتْها رَوَاعِدُ مِنْ صَيّفٍوَإنْ مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يَعْدَما فإذا كان ذلك الأغلب من معاني السّجْر، وكان البحر غير مُوقَد اليوم، وكان اللّه تعالى ذكره قد وصفه بأنه مسجور، فبطل عنه إحدى الصفتين، وهو الإيقاد صحّت الصفة الأخرى التي هي له اليوم، وهو الامتلاء، لأنه كلّ وقت ممتلىء. و قيل: إن هذا البحر المسجور الذي أقسم به ربنا تبارك وتعالى بحر في السماء تحت العرش. ذكر من قال ذلك: ٢٥٠١٢ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، عن عليّ والبَحْرِ المَسْجُورِ قال: بحر في السماء تحت العرش. ٢٥٠١٣ـ قال: ثنا مهران، قال: وسمعته أنا من إسماعيل، قال: حدثنا مهران عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عمرو وَالبَحْرِ المَسْجُورِ قال: بحر تحت العرش. ٢٥٠١٤ـ حدثني محمد بن عمارة، قال: حدثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله: والبَحْرِ المَسْجُورِ قال: بحر تحت العرش. |
﴿ ٦ ﴾