تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة النجمسورة النجم مكية وآياتها ثنتان وستون بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَالنّجْمِ إِذَا هَوَىَ }. اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: والنّجْمِ إذَا هَوَى فقال بعضهم: عُنِي بالنجم: الثّريا، وعُنِي ب قوله: إذَا هَوَى: إذا سقط، قالوا: تأويل الكلام: والثريا إذا سقطت. ذكر من قال ذلك: ٢٥٠٨٣ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وَالنّجْمِ إذَا هَوَى قال: إذا سقطت الثريا مع الفجر. حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان وَالنّجْمِ إذَا هَوَى قال: الثريا. وقال مجاهد: وَالنّجْمِ إذَا هَوَى قال: سقوط الثريا. ٢٥٠٨٤ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: وَالنّجْمِ إذَا هَوَى قال: إذا انصبّ. وقال آخرون: معنى ذلك: والقرآن إذا نزل. ذكر من قال ذلك: ٢٥٠٨٥ـ حدثني زياد بن عبد اللّه الحساني أبو الخطاب، قال: حدثنا مالك بن سعير، قال: حدثنا الأعمش، عن مجاهد، في قوله: وَالنّجْمِ إذَا هَوَى قال: القرآن إذا نزل. ٢٥٠٨٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَالنّجْمِ إذَا هَوَى ما ضَلّ صَاحِبُكُمْ وَما غَوَى قال: قال عُتْبة بن أبي لهب: كفرتُ بربّ النجم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (أمَا تَخافُ أنْ يَأْكُلُكَ كَلْبُ اللّه ) قال: فخرج في تجارة إلى اليمن، فبينما هم قد عرّسوا، إذ سمعَ صوتَ الأسد، فقال لأصحابه إني مأكول، فأحدقوا به، وضرب على أصمختهم فناموا، فجاء حتى أخذه، فما سمعوا إلا صوته. ٢٥٠٨٧ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، قال: حدثنا معمر، عن قتادة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم تلا: وَالنّجْمِ إذَا هَوَى فقال ابن لأبي لهب حسبته قال: اسمه عُتبة: كفرت بربّ النجم، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : (احْذَرْ لا يَأْكُلْكَ كَلْبُ اللّه ) قال: فضرب هامته. قال: وقال ابن طاوس عن أبيه، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (ألاَ تخافُ أنْ يُسَلّطَ اللّه عَلَيْكَ كَلْبَهُ؟) فخرج ابن أبي لهب مع ناس في سفر حتى إذا كانوا في بعض الطريق سمعوا صوت الأسد، فقال: ما هو إلا يريدني، فاجتمع أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم، حتى إذا ناموا جاء الأسد فأخذه من بينهم. وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول: عنى ب قوله: والنّجْمِ والنجوم. وقال: ذهب إلى لفظ الواحد، وهو في معنى الجميع، واستشهد لقوله ذلك بقول راعي الإبل: فَباتَتْ تَعُدّ النّجْمَ في مُسْتَحِيرَةٍ سَرِيعٌ بِأيْدِي الاَكِلِينَ جُمُودُها والصواب من القول في ذلك عندي ما قاله مجاهد من أنه عنى بالنجم في هذا الموضع: الثريا، وذلك أن العرب تدعوها النجم، والقول الذي قاله من حكينا عنه من أهل البصرة قول لا نعلم أحدا من أهل التأويل قاله، وإن كان له وجه، فلذلك تركنا القول به. |
﴿ ١ ﴾