٥

و قوله: عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوَى: يقول تعالى ذكره: عَلّم محمدا صلى اللّه عليه وسلم هذا القرآن جبريلُ عليه السلام، وعُنِي ب قوله: شَديدُ القُوَى شديد الأسباب. والقُوى: جمع قوّة، كما الجثى: جمع جثوة، والحبى: جمع حبوة. ومن العرب من يقول: القِوَى: بكسر القاف، كما تُجمع الرشوة رِشا بكسر الراء، والحبوة حِبا. وقد ذُكر عن العرب أنها تقول: رُشوة بضم الراء، ورِشوة بكسرها، فيجب أن يكون جمع من جمع ذلك رشا بكسر الراء على لغة من قال: واحدها رشوة، وأن يكون جمع من جمع ذلك بضمّ الراء، من لغة من ضمّ الراء في واحدها وإن جمع بالكسر من كان لغته من الضمّ في الواحدة، أو بالضمّ من كان من لغته الكسر، فإنما هو حمل إحدى اللغتين على الأخرى. وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوَى قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٥٠٨٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوَى يعني جبريل.

٢٥٠٩٠ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا حكام، عن أبي جعفر، عن الربيع عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوَى قال: جبرائيل عليه السلام.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع، مثله.

﴿ ٥