٦و قوله: ذُو مِرّةٍ فاسْتَوَى اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ذُو مِرّةٍ فقال بعضهم: معناه: ذو خَلْق حَسَن. ذكر من قال ذلك: ٢٥٠٩١ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله: ذُو مِرّةٍ قال: ذو منظر حسن. حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ذُو مِرّةٍ فاسْتَوَى: ذو خَلْق طويل حسن. وقال آخرون: بل معنى ذلك: ذو قوّة. ذكر من قال ذلك: ٢٥٠٩٢ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثني الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ذُو مِرّةٍ فاسْتَوَى قال: ذو قوّة جبريل. ٢٥٠٩٣ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان ذُو مِرّةٍ قال: ذو قوّة. ٢٥٠٩٤ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ذُو مِرّةٍ فاسْتَوَى قال: ذو قوّة، المرّة: القوّة. ٢٥٠٩٥ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا حكام عن أبي جعفر عن الربيع ذُو مِرّةٍ فاسْتَوَى جبريل عليه السلام. وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عنى بالمِرّة: صحة الجسم وسلامته من الاَفات والعاهات، والجسم إذا كان كذلك من الإنسان، كان قويا، وإنما قلنا إن ذلك كذلك، لأن المِرة واحدة المِرر، وإنما أُريد به: ذو مِرّة سوية. وإذا كانت المِرّة صحيحة، كان الإنسان صحيحا. ومنه قول النبي صلى اللّه عليه وسلم : (لا تَحِلّ الصّدَقَةُ لِغَنِيّ، وَلا لِذِي مِرّةٍ سِوِيّ) . و قوله: فاسْتَوَى وَهُوَ بالأُفُقِ الأعْلَى يقول: فاستوى هذا الشديد القويّ وصاحبكم محمد بالأفق الأعلى، وذلك لما أسرى برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم استوى هو وجبريل عليهما السلام بمطلع الشمس الأعلى، وهو الأفق الأعلى، وعطف ب قوله: (وهو) على ما في قوله: (فاستوى) من ذكر محمد صلى اللّه عليه وسلم ، والأكثر من كلام العرب إذا أرادوا العطف في مثل هذا الموضع أن يظهروا كناية المعطوف عليه، فيقولوا: استوى هو وفلان، وقلّما يقولون استوى وفلان وذكر الفرّاء عن بعض العرب أنه أنشده: ألَمْ تَرَ أنّ النّبْعَ يَصْلُبُ عُودُهُوَلا يَسْتَوِي وَالخِرْوعُ المُتَقَصّفُ فردّ الخروع على (ما) في يستوي من ذكر النبع، ومنه قوله اللّه : أئِذَا كُنّا تُرَابا وآباؤُنا فعطف بالاَباء على المكنيّ في كنا من غير إظهار نحن، فكذلك قوله: فاسْتَوَى وَهُوَ، وقد قيل: إن المستوي: هو جبريل، فإن كان ذلك كذلك، فلا مُؤْنة في ذلك، لأن قوله: وهو من ذكر اسم جبريل، وكأن قائل ذلك وجّه معنى قوله: فاسْتَوَى: أي ارتفع واعتدل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا حكام، عن أبي جعفر، عن الربيع ذُو مِرّةٍ فاسْتَوَى جبريل عليه السلام وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: |
﴿ ٦ ﴾