٩

و قوله: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنَى يقول: فكان جبرائيل من محمد صلى اللّه عليه وسلم على قدر قوسين، أو أدنى من ذلك، يعني : أو أقرب منه، يقال: هو منه قاب قوسين، وقِيب قوسين، وقِيد قوسين، وقادَ قوسين، وقَدَى قوسين، كل ذلك بمعنى: قدر قوسين. و

قيل: إن معنى قوله: فَكانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أنه كان منه حيث الوتر من القوس. ذكر من قال ذلك:

٢٥١٠٤ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: قابَ قَوْسَيْنِ قال: حيث الوتر من القوس.

٢٥١٠٥ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ قال: قيدَ قوسين. وقال ذلك قتادة .

٢٥١٠٦ـ حدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن خَصِيف، عن مجاهد فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ قال: قِيدَ، أو قدرَ قوسين.

٢٥١٠٧ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إبراهيم بن طهمان، عن عاصم، عن زِرّ، عن عبد اللّه فكان قاب قوسين أو أدنى: قال: دنا جبريل عليه السلام منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين.

٢٥١٠٨ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا حكام، عن عمرو، عن عاصم، عن أبي رزين قابَ قَوْسَيْنِ قال: ليست بهذه القوس، ولكن قدر الذراعين أو أدنى والقاب: هو القيد.

واختلف أهل التأويل في المعنى ب قوله: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنَى فقال بعضهم: في ذلك، بنحو الذي قلنا فيه.

٢٥١٠٩ـ حدثنا ابن أبي الشوارب، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا سليمان الشيبانيّ، قال: حدثنا زِرّ بن حُبيش، قال: قال عبد اللّه في هذه الاَية فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنى قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (رأيْتُ جِبْرِيلَ لَهُ سِتّ مِئَةِ جَناحٍ) .

٢٥١١٠ـ حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري، قال: حدثنا خالد عبد اللّه ، عن الشيباني، عن زرّ، عن ابن مسعود في قوله: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنَى قال: رأى جبرائيل ستّ مئة جناح في صورته.

حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا قبيصة بن ليث الأسدي، عن الشيباني، عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللّه بن مسعود فَكان قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنى قال: رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم جبريل عليه السلام له ستّ مئة جناح.

٢٥١١١ـ حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت: كان أوّل شأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل عليه السلام بأجياد، ثم إنه خرج ليقضي حاجته، فصرخ به جبريل: يا محمد فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمينا وشمالاً، فلم ير شيئا ثلاثا ثم خرج فرآه، فدخل في الناس، ثم خرج، أو قال: ثم نظر (أنا أشكّ) ، فرآه، فذلك قوله: وَالنّجْمِ إذَا هَوَى ما ضَل صَاحِبُكُمْ وَما غَوَى وَما يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى... إلى قوله: فَتَدَلى جبريل إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فكان قابَ قَوْسَيْن أوْ أدْنى يقول: القاب: نصب الأصبع. وقال بعضهم: ذراعين كان بينهما.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الشيباني، عن زرّ بن حُبَيش، عن ابن مسعود، فَكانَ قابَ قَوْسَيْن أوْ أدْنى قال: له ستّ مئة جناح، يعني جبريل عليه السلام.

٢٥١١٢ـ حدثنا إبراهيم بن سعيد، قال: حدثنا أبو أُسامة، قال: حدثنا زكريا، عن ابن أشوع، عن عامر، عن مسروق، قال: قلت لعائشة: ما قوله: ثُمّ دَنَا فَتَدَلى فَكانَ قَابَ قَوْسَيْن أوْ أدْنى فَأَوْحَى إلى عَبْدِه ما أوْحَى فقالت: إنما ذاك جبريل، كان يأتيه في صورة الرجال، وإنه أتاه في هذه المرّة في صورته، فسدّ أفق السماء.

وقال آخرون: بل الذي دنا فكان قاب قوسين أو أدنى: جبريل من ربه. ذكر من قال ذلك:

٢٥١١٣ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد فَكانَ قَابَ قَوْسَيْن أوْ أدْنى قال اللّه من جبريل عليه السلام.

وقال آخرون: بل كان الذي كان قاب قوسين أو أدنى: محمد من ربه. ذكر من قال ذلك:

٢٥١١٤ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن موسى بن عبيد الحميري، عن محمد بن كعب القرظي، عن بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: قلنا يا نبيّ اللّه : هل رأيت ربك؟ قال: (لَمْ أرَهُ بِعَيْنِي، ورأيتُهُ بفُؤَادِي مَرّتَيْن) ، ثُمّ: تَلا ثُمّ دَنى فَتَدَلّى.

٢٥١١٥ـ حدثنا خلاد بن أسلم، قال: أخبرنا النضر، أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثيّ، عن كثير، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (لَمّا عُرِجَ بِي، مَضَى جِبْرِيلُ حتى جاءَ الجَنّةَ، قالَ: فَدَخَلْتُ فأُعْطِيتُ الكَوْثَرَ، ثُمّ مَضَى حتى جاءَ السّدْرَةَ المُنْتَهَى، فَدَنا رَبّكَ فَتَدَلّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنَى، فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى) .

﴿ ٩