١٠

و قوله: فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: فأوحى اللّه إلى عبده محمد وحيه، وجعلوا قوله: ما أوْحَى بمعنى المصدر. ذكر من قال ذلك:

٢٥١١٦ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي، عن قتادة ، عن عكرمة، عن ابن عباس ، في قوله: فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى قال: عبده محمد صلى اللّه عليه وسلم ما أوحى إليه ربه.

وقد يتوجه على هذا التأويل (ما) لوجهين: أحدهما: أن تكون بمعنى (الذي) ، فيكون معنى الكلام فأوحى إلى عبده الذي أوحاه إليه ربه. والاَخر: أن تكون بمعنى المصدر. ذكر من قال ذلك:

٢٥١١٧ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: ثني أبي، عن قتادة فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحَى، قال الحسن: جبريل.

٢٥١١٨ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى قال: على لسان جبريل.

حدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا حكام، عن أبي جعفر، عن الربيع، مثله.

٢٥١١٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحَى قال: أوحى جبريل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما أوحى اللّه إليه.

وأولى القولين في ذلك عندنا بالصواب قول من قال: معنى ذلك: فأوحى جبريل إلى عبده محمد صلى اللّه عليه وسلم ما أوحى إليه ربه، لأن افتتاح الكلام جرى في أوّل السورة بالخبر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وعن جبريل عليه السلام،

و قوله: فأوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى فِي سِياقِ ذلكَ ولم يأت ما يدلّ على انصراف الخبر عنهما، فيوجه ذلك إلى ما صرف إليه.

﴿ ١٠