١٢القول فـي تأويـل قوله تعالى: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىَ مَا يَرَىَ}. اختلفت القرّاء في قراءة أفَتُمارُونَهُ، فقرأ ذلك عبد اللّه بن مسعود وعامة أصحابه (أفَتَمْرُونهُ) بفتح التاء بغير ألف، وهي قراءة عامة أهل الكوفة، ووجهّوا تأويله إلى أفتجحدونه. ٢٥١٢٩ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم أنه كان يقرأ: (أفَتَمْرُونَهُ) بفتح التاء بغير ألف، يقول: أفتجحدونه ومن قرأ أفَتُمارُونَهُ قال: أفتجادلونه. وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة وبعض الكوفيين أفَتُمارُونَهُ بضم التاء والألف، بمعنى: أفتجادلونه. والصواب من القول في ذلك: أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، وذلك أن المشركين قد جحدوا أن يكون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رأى ما أراه اللّه ليلة أُسري به وجادلوا في ذلك، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب. وتأويل الكلام: أفتجادلون أيها المشركون محمدا على ما يرى مما أراه اللّه من آياته. |
﴿ ١٢ ﴾