٣٣القول فـي تأويـل قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الّذِي تَوَلّىَ}. يقول تعالى ذكره: أفرأيت يا محمد الذي أدبر عن الإيمان باللّه ، وأعرض عنه وعن دينه، وأعطى صاحبه قليلاً من ماله، ثم منعه فلم يعطه، فبخِل عليه. وذُكر أن هذه الاَية نزلت في الوليد بن المغيرة من أجل أنه عاتبه بعض المشركين، وكان قد اتبع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على دينه، فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئا من ماله، ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الاَخرة، ففعل، فأعطى الذي عاتبه على ذلك بعض ما كان ضمن له، ثم بخل عليه ومنعه تمام ما ضمن له. ذكر من قال ذلك: ٢٥٢١٨ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: وأكْدَى قال الوليد بن المغيرة: أعطى قليلاً ثم أكدى. ٢٥٢١٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: أفَرأَيْتَ الّذِي تَوَلّى... إلى قوله: فَهُوَ يَرَى قال: هذا رجل أسلم، فلقيه بعض من يُعَيّره فقال: أتركت دين الأشياخ وضَلّلتهم، وزعمت أنهم في النار، كان ينبغي لك أن تنصرهم، فكيف يفعل بآبائك، فقال: إني خشيت عذاب اللّه ، فقال: أعطني شيئا، وأنا احمل كلّ عذاب كان عليك عنك، فاعطاه شيئا، فقال زدني، فتعاسر حتى أعطاه شيئا، وكتب له كتابا، وأشهد له، فذلك قول اللّه : أفَرأيْتَ الّذِي تَوَلي وأعْطَى قَلِيلاً وأكْدَى عاسره أعِنْدَهُ عِلْمُ الغَيْبِ فَهُوَ يَرَى نزلت فيه هذه الاَية. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: أكْدَى قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: |
﴿ ٣٣ ﴾