٢

و قوله: وَإنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا يقول تعالى ذكره. وإن ير المشركون علامة تدلهم على حقيقة نبوّة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، ودلالة تدلهم على صدقة فيما جاءهم به عن ربهم، يعرضوا عنها، فيولوا مكذّبين بها مُنكرين أن يكون حقا يقينا، ويقولوا تكذيبا منهم بها، وإنكارا لها أن تكون حقا: هذا سحر سَحَرنا به محمد حين خَيّلَ إلينا أنا نرى القمر منفلقا باثنين بسحره، وهو سحر مستمرّ، يعني يقول: سِحر مستمرّ ذاهب، من قولهم: قد مرّ هذا السحر إذا ذهب. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٥٣٠٩ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: سِحْرٌ مُسْتَمِرّ قال: ذاهب.

٢٥٣١٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وإنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ قال: إذا رأى أهل الضلالة آية من آيات اللّه قالوا: إنما هذا عمل السحر، يوشك هذا أن يستمرّ ويذهب.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وَيَقُولوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ يقول: ذاهب.

٢٥٣١١ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ كما يقول أهل الشرك إذا كُسِف القمر يقولون: هذا عمل السحرة.

٢٥٣١٢ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، قوله: سِحْرٌ مُسْتَمِرّ قال: حين انشقّ القمر بفِلقتين: فِلْقة من وراء الجبل، وذهبت فلقة أخرى، فقال المشركون حين رأوا ذلك: سحر مستمرّ.

وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يوجه قوله: مُسْتَمِرّ إلى أنه مستفعل من الإمرار من قولهم: قد مرّ الجبل: إذا صلب وقوي واشتدّ وأمررته أنا: إذا فتلته فتلاً شديدا، ويقول: معنى قوله: وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ: سحر شديد.

﴿ ٢