٣واختلفت أهل العربية في معنى ذلك، وفي وجه نصب قوله: كَبُرَ مَقْتا فقال بعض نحويي البصرة: قال: كَبُرَ مَقْتا عِنْدَ اللّه : أي كبر مقتكم مقتا، ثم قال: أنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ: أذى قولكم. وقال بعض نحويي الكوفة: قوله: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ: كان المسلمون يقولون: لو نعلم أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه لأتيناه، ولو ذهبت فيه أنفسنا وأموالنا فلما كان يوم أُحد، نزلوا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى شُجّ، وكُسرت رباعيته، فقال: لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ، ثم قال: كَبُرَ مَقْتا عِنْدَ اللّه كبر ذلك مقتا: أي فأن في موضع رفع، لأن كبر ك قوله: بئس رجلاً أخوك. و قوله: كَبُرَ مَقْتا عِنْدَ اللّه وَعِنْدَ الّذِينَ آمَنُوا، أُضْمِرَ في كبر اسم يكون مرفوعا. والصواب من القول في ذلك عندي أن قوله مَقْتا منصوب على التفسير، كقول القائل: كبر قولاً هذا القول. |
﴿ ٣ ﴾