٣القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }. يقول تعالى ذكره: وهو الذي بعث في الأميين رسولا منهم، وفي آخرين منهم لما يلحقوا بهم فآخرون في موضع خفض عطفا على الأميين. وقد اختلف في الذين عُنوا ب قوله: وآخَرِينَ مِنْهُمْ، فقال بعضهم: عُنِي بذلك العجم. ذكر من قال ذلك: ٢٦٣٦٦ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثني ابن علية، عن ليث، عن مجاهد، في قوله: وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: هم الأعاجم. حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حدثنا فضيل بن طلحة، عن ليث، عن مجاهد، في قوله: وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: هم الأعاجم. حدثنا أبو السائب، قال: حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: الأعاجم. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عاصم، قال: حدثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: الأعاجم. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت سفيان الثوريّ لا أعلمه إلا عن مجاهد: وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: العجم. ٢٦٣٦٧ـ حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن العاص، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عمر، أنه قال: له: أما إن سورة الجمعة أنزلت فينا وفيكم في قتلكم الكذّاب، ثم قرأ: يُسَبّحُ للّه ما في السّمَوَاتِ وَما في الأرْض. حتى بلغ وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: فأنتم هم. حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: الأعاجم. ٢٦٣٦٨ـ حدثني محمد بن معمر، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا عبد العزيز وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال، جميعا عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، قال: كنا جلوسا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال رجل: من هؤلاء يا رسول اللّه ؟ قال: فلم يراجعه النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى سأله مرّة أو مرّتين أو ثلاثا، قال: وفينا سلمان الفارسيّ، فوضع النبي صلى اللّه عليه وسلم يده على سلمان فقال: (لَوْ كانَ الإيمَانُ عنْدَ الثّرَيّا لَنالَهُ رِجالٌ مِنْ هَولاءِ) . حدثني أحمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا سليمان بن بلال المدنّي، عن ثور بن زيد، عن سالم أبي الغيث، عن أبي هريرة، قال: كنا جلوسا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فذكر نحوه. وقال آخرون: إنما عُني بذلك جميع من دخل في الإسلام من بعد النبي صلى اللّه عليه وسلم كائنا من كان إلى يوم القيامة. ذكر من قال ذلك: ٢٦٣٦٩ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول اللّه : وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: من ردف الإسلام من الناس كلهم. ٢٦٣٧٠ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول اللّه عز وجل: وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: هؤلاء كلّ من كان بعد النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى يوم القيامة، كلّ من دخل في الإسلام من العرب والعجم. وأولى القولين في ذلك بالصواب عندي قول من قال: غُني بذلك كلّ لاحق لحق بالذين كانوا صحبوا النبي صلى اللّه عليه وسلم في إسلامهم من أيّ الأجناس لأن اللّه عزّ وجلّ عمّ ب قوله: وآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ كلّ لاحق بهم من آخرين، ولم يخصص منهم نوعا دون نوع، فكلّ لاحق بهم فهو من الاَخرين الذي لم يكونوا في عداد الأوّلين الذين كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتلو عليهم آيات اللّه و قوله: لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ يقول: لم يجيئوا بعد وسيجيئون. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٦٣٧١ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ يقول: لم يأتوا بعد. و قوله: وَهُوَ العَزِيزُ الْحكِيم يقول: واللّه العزيز في انتقامه ممن كفر به منهم، الحكيم في تدبيره خلقه. |
﴿ ٣ ﴾