تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة المنافقونسورة المنافقون مدنية وآياتها إحدى عشرة بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١القول فـي تأويـل قوله تعالى: {إِذَا جَآءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنّكَ لَرَسُولُ اللّه وَاللّه يَعْلَمُ إِنّكَ لَرَسُولُهُ وَاللّه يَشْهَدُ إِنّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }. يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : إذَا جاءَكَ المُنافِقُونَ يا محمد قالُوا بألسنتهم نَشْهَدُ إنّكَ لَرَسُولُ اللّه وَاللّه يَعْلَمُ إنّكَ لَرَسُولُهُ قال المنافقون ذلك أو لم يقولوا وَاللّه يَشْهَدُ إنّ المُنافقينَ لَكَاذِبُونَ يقول: واللّه يشهد إن المنافقين لكاذبون في إخبارهم عن أنفسهم أنها تشهد إنك لرسول اللّه ، وذلك أنها لا تعتقد ذلك ولا تؤمن به، فهم كاذبون في خبرهم عنها بذلك. وكان بعض أهل العربية يقول في قوله: وَاللّه يَشْهَدُ إنّ المُنافقينَ لَكَاذِبُونَ إنما كذب ضميرهم لأنهم أضمروا النفاق، فكما لم يقبل إيمانهم، وقد أظهروه، فكذلك جعلهم كاذبين، لأنهم أضمروا غير ما أظهروا. |
﴿ ١ ﴾