٢

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {اتّخَذُوَاْ أَيْمَانَهُمْ جُنّةً فَصَدّواْ عَن سَبِيلِ اللّه إِنّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }.

يقول تعالى ذكره: اتخذ المنافقون أيمانهم جنة، وهي حلفهم، كما:

٢٦٤١٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة اتخَذُوا أيمَانَهُمْ جُنّةً: أي حلفهم جنة.

٢٦٤١٣ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول اللّه : اتخَذُوا أيمَانَهُمْ جُنّةً قال: يجيئون بها، قال ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا.

٢٦٤١٤ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: اتخَذُوا أيمَانَهُمْ جُنّةً يقول: حلفهم باللّه إنهم لمنكم جنة.

و قوله: جُنّةً: سترة يسترون بها كما يستر المستجنّ بجنته في حرب وقتال، فيمنعون بها أنفسهم وذراريهم وأموالهم، ويدفعون بها عنها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٦٤١٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة جُنّةً ليعصموا بها دماءهم وأموالهم.

و قوله: فَصَدّوا عَنْ سَبِيلِ اللّه يقول: فأعرضوا عن دين اللّه الذي بَعَثَ به نبيه صلى اللّه عليه وسلم وشريعته التي شرعها لخلقه إنّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ يقول: إن هؤلاء المنافقين الذين اتخذوا أيمانهم جنة ساء ما كانوا يعملون في اتخاذهم أيمانهم جُنة، لكذبهم ونفاقهم، وغير ذلك من أمورهم.

﴿ ٢