٣

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ }.

قال أبو جعفر: اختلفت القرّاء في قراءة قوله: سأَلَ سائِلٌ فقرأته عامة قرّاء الكوفة والبصرة: سأَلَ سائِلٌ بهمز سأل سائل، بمعنى سأل سائل من الكفار عن عذاب اللّه ، بمن هو واقع وقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة: (سال سائِلٌ) فلم يهمز سأل، ووجهه إلى أنه فعل من السيل.

والذي هو أولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأه بالهمز لإجماع الحجة من القرّاء على ذلك، وأن عامة أهل التأويل من السلف بمعنى الهمز تأوّلوه. ذكر من تأوّل ذلك كذلك، وقال تأويله نحو قولنا فيه:

٢٦٩٦٨ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: سألَ سائِلٌ بعَذَابٍ وَاقِعٍ قال: ذاك سؤال الكفار عن عذاب اللّه وهو واقع.

٢٦٩٦٩ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام، عن عنبسة، عن ليث، عن مجاهد إنْ كانَ هَذَا هُوَ الْحَقّ مِنْ عِنْدِكَ... الاَية، قال سأَلَ سائِلٌ بعَذَابِ وَاقِعٍ.

٢٦٩٧٠ـ حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جمعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، في قول اللّه : سأَلَ سائِلٌ قال: دعا داع بعذاب وَاقِعٍ: يقع في الاَخرة، قال: وهو قولهم: اللّه مّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الْحَقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السّماءِ.

٢٦٩٧١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: سأَلَ سائِلٌ بعَذَابٍ وَاقِعٍ قال: سأل عذاب اللّه أقوام، فبين اللّه على من يقع على الكافرين.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، قوله: سأَلَ سائِلٌ قال: سأل عن عذاب واقع، فقال اللّه : للْكافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ.

وأما الذين قرأوا ذلك بغير همز، فإنهم قالوا: السائل واد من أودية جهنم. ذكر من قال ذلك:

٢٦٩٧٢ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله اللّه : (سأل سائِلٌ بعَذَابٍ وَاقِعٍ) قال: قال بعض أهل العلم: هو واد في جهنم يقال له سائل.

و قوله: بِعَذَابٍ وَاقِعٍ للْكافِرِينَ يقول: سأل بعذاب للكافرين واجب لهم يوم القيامة واقع بهم.

ومعنى للْكافِرِينَ على الكافرين، كالذي:

٢٦٩٧٣ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: بِعَذَابٍ وَاقِعٍ للْكافِرِينَ يقول: واقع على الكافرينواللام في قوله للْكافِرِينَ من صلة الواقع.

و قوله: لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللّه ذِي المَعَارِجٍ يقول تعالى ذكره: ليس للعذاب الواقع على الكافرين من اللّه دافع يدفعه عنهم.

و قوله: ذِي المَعارِجِ يعني : ذا العلوّ والدرجات والفواضل والنعم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٦٩٧٤ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله: ذِي المَعارِج يقول: العلوّ والفواضل.

٢٦٩٧٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة مِنَ اللّه ذِي المَعارِجِ: ذي الفواضل والنّعم.

٢٦٩٧٦ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول اللّه : مِنَ اللّه ذِي المَعارِجِ قال معارج السماء.

٢٦٩٧٧ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ذِي المَعارِجِ قال: اللّه ذو المعارج.

٢٦٩٧٨ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ذِي المَعارِجِ قال: ذي الدرجات.

﴿ ٣