٥

 وأنّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا على اللّه شَطَطا وأنّا ظَنَنّا أنْ لَنْ تَقُولُ الإنْسُ والجِنّ على اللّه كَذِبا فقال: عصاه واللّه سفيه الجنّ، كما عصاه سفيه الإنس.

وأما الشّطط من القول، فإنه ما كان تعدّيا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٧١٣٤ـ حدثني يونس، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وأنّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا على اللّه شَطَطا قال: ظلما.

و قوله: وأنّا ظَنَنّا أنْ لَنْ تَقُولَ الإنْسُ والجنّ على اللّه كَذِبا يقول: قالوا: وأنا حسبنا أن لن تقول بنو آدم والجنّ على اللّه كذبا من القول والظنّ ههنا بمعنى الشكّ، وإنما أنكر هؤلاء النفر من الجنّ أن تكون علمت أن أحدا يجتريء على الكذب على اللّه لما سمعت القرآن، لأنهم قبل أن يسمعوه وقبل أن يعلموا تكذيب اللّه الزاعمين أن للّه صاحبة وولدا، وغير ذلك من معاني الكفر كانوا يحسبوا أن إبليس صادق فيما يدعو بني آدم إليه من صنوف الكفر فلما سمعوا القرآن أيقنوا أنه كان كاذبا في كلّ ذلك، فلذلك قالوا: وأنّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا على اللّه شَطَطا فسموه سفيها.

﴿ ٥