تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة المزملسورة المزمل مكية وآياتها عشرون بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١القول فـي تأويـل قوله تعالى: {يَأَيّهَا الْمُزّمّلُ }. يعني ب قوله: يأَيّها المُزّمّلُ هو الملتفّ بثيابه. وإنما عني بذلك نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم . واختلف أهل التأويل في المعنى الذي وصف اللّه به نبيه صلى اللّه عليه وسلم في هذه الاَية من التزمّل، فقال بعضهم: وصفه بأنه مُتَزمل في ثيابه، متأهب للصلاة. ذكر من قال ذلك: ٢٧٢٠٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة يَأَيّها المُزّمّل: أي المتزمل في ثيابه. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة يَأَيّها المُزّمّلُ هو الذي تزمّل بثيابه. وقال آخرون: وصفه بأنه متزمّل النبوّة والرسالة. ذكر من قال ذلك: ٢٧٢٠٩ـ حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثني عبد الأعلى، قال: حدثنا داود، عن عكرِمة، في قوله: يأيّها المُزّمِلُ قُمِ اللّيْلَ إلاّ قَلِيلاً قال: زُمّلت هذا الأمر فقم به. قال أبو جعفر: والذي هو أولى القولين بتأويل ذلك، ما قاله قتادة ، لأنه قد عقبه ب قوله: قُم اللّيْلَ فكان ذلك بيانا عن أن وصفه بالتزمّل بالثياب للصلاة، وأن ذلك هو أظهر معنييه. |
﴿ ١ ﴾