تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة المدثرسورة المدثر مكية وآياتها ست وخمسون بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١القول فـي تأويـل قوله تعالى: {يَأَيّهَا الْمُدّثّرُ }.
يقول جلّ ثناؤه: يا أيّها المُدّثّرُ: يا أيها المتدثر بثيابه عند نومه. وذُكر أن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قيل له ذلك، وهو متدثر بقطيفة. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٠٨ـ حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم يا أيّها المُدّثّرُ قال: كان متدثرا في قطيفة. وذُكر أن هذه الاَية أوّل شيء نزل من القرآن على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأنه قيل له: يا أيّها المُدّثّرُ، كما: ٢٧٣٠٩ـ حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يحدّث عن فترة الوحي: (بَيْنا أنا أمْشِي سَمِعْت صَوْتا مِنَ السّماءِ فَرَفَعْتُ رأسِي، فإذَا المَلَك الّذِي جاءَنِي بِحِرَاءَ جالِسٌ على كُرْسِيّ بَينَ السّماءِ والأرْضِ) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (فَجُثِثْتُ مِنْهُ فَرَقا، وجِئْتُ أهْلي فَقُلْتُ: زَمّلُونِي زَمّلُوني، فدَثّرُونِي) فأنزل اللّه : يا أيّها المُدّثّرُ قُمْ فأنْذِرْ وَرَبّكَ فَكَبّرْ... إلى قوله: وَالرّجْزَ فاهْجُرْ قال: ثم تتابع الوحي. حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: ثني يحيى بن أبي كثير، قال: سألت أبا سلمة: أيّ القرآن أُنزل أوّل، فقال: يا أيّها المُدّثّرُ فقلت: يقولون اقْرأ باسْمِ رَبّكَ الّذي خَلَقَ، فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد اللّه : أيّ القرآن أنزل أوّل؟ فقال: يا أيّها المُدّثّرُ، فقلت يقولون: اقْرأ باسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ فقال: لا أخبرك إلا ما حدثنا النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال: (جاورت في حِراء فلما قضيت جواري هبطت، فاستبطنت الوادي، فنوديت، فنظرت عن يميني وعن شمالي وخلفي وقدّامي، فلم أر شيئا، فنظرت فوق رأسي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض، فخشيت منه) هكذا قال عثمان بن عمرو، إنما هو: (فجثثت منه، ولقيت خديجة، فقلت: دثروني، فدثروني، وصبوا عليّ ماءً، فأنزل اللّه عليّ: يا أيّها المُدّثّرُ قُمْ فأنْدِرْ.) حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن عليّ بن مبارك، عن يحيى بن أبي كثير، قال: سألت أبا سلمة عن أوّل ما نزل من القرآن، قال: نزلت يا أيّها المُدّثّرُ أوّل قال: قلت: إنهم يقولون اقْرأ باسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ، فقال: سألت جابر بن عبد اللّه ، فقال: لا أحدّثك إلا ما حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: جاوَرْتُ بِحِرَاءً فلمّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ، فَسَمِعْتُ صَوْتا، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِيِني فَلَمْ أرَ شَيْئا، وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أرَ شَيْئا، فَرَفَعْتُ رأسي فرأيْتُ شَيْئا، فأتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَقُلْتُ: دَثّرُونِي وَصبّوا عَليّ ماء بارِدا، فنزلت يا أيّها المُدّثّرُ. ٢٧٣١٠ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهريّ، قال: فتر الوحي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فترة، فحزن حزنا، فجعل يعدو إلى شواهق رؤوس الجبال ليتردّي منها، فكلما أوفي بذروة جبل تبدّى له جبريل عليه السلام فيقول: إنك نبيّ اللّه ، فيسكن جأشه، وتسكن نفسه فكان النبي صلى اللّه عليه وسلم يحدّث عن ذلك، قال: (بَيْنَما أنا أمْشِي يَوْما إذْ رأيْتُ المَلَكَ الّذِي كان يأتِيني بِحرَاءَ على كُرْسِيّ بَينَ السّماءِ والأرْضِ، فَجُثِثْتُ مِنْهُ رُعْبا، فَرَجَعْتُ إلى خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: زَمّلُونِي، فزمّلناه) : أي فدثرناه، فأنزل اللّه يا أيّها المُدّثّرُ، قُمْ فأنْذِرْ، وَرَبّكَ فَكَبّرْ، وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال الزهري: فكان أوّل شيء أنزل عليه: اقْرأ باسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ... حتى بلغ ما لَمْ يَعْلَمْ. واختلف أهل التأويل في معنى قوله: يا أيّها المُدّثّرُ، فقال بعضهم: معنى ذلك: يا أيها النائم في ثيابه. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣١١ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: يا أيّها المُدّثّرُ قال: يا أيها النائم. ٢٧٣١٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: يا أيّها المُدّثّرُ يقول: المتدثر في ثيابه. وقال آخرون: بل معنى ذلك: يا أيها المتدثر النبوّة وأثقالها. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣١٣ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: وسُئل داود عن هذه الاَية: يا أيّها المُدّثّرُ فحدثنا عن عكرمة أنه قال: دثّرت هذا الأمر فقم به. ٢و قوله: قُمْ فأنْذِر يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : قم من نومك فأنذر عذاب اللّه قومك الذين أشركوا باللّه ، وعبدوا غيره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣١٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قُمْ فأنْذِرْ: أي أنذر عذاب اللّه ووقائعه في الأمم، وشدّة نقمته. ٣و قوله: وَرَبّكَ فَكَبّرْ يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد فعظم بعبادته، والرغبة إليه في حاجاتك دون غيره من الاَلهة والأنداد. ٤و قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: لا تلبس ثيابك على معصية، ولا على غدرة. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣١٥ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: أما سمعت قول غَيلان بن سَلَمة: وإنّى بِحَمْدِ اللّه لا ثَوْبَ فاجِرٍلَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أتَقَنّعُ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مُصْعَب بن سلام، عن الأجلح، عن عكرِمة، عن ابن عباس ، قال: أتاه رجل وأنا جالس فقال: أرأيت قول اللّه : وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: لا تلبسها على معصية ولا على غدرة، ثم قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفيّ: وإنّى بِحَمْدِ اللّه لا ثَوْبَ فاجِرٍلَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أتَقَنّعُ ٢٧٣١٦ـ حدثنا سعيد بن يحيى، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأجلح، عن عكرِمة، قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: لا تلبسها على غدرة، ولا على فجرة، ثم تمثّل بشعر غيلان بن سلمة هذا. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، قال: حدثنا سفيان، عن الأجلح بن عبد اللّه الكندي، عن عكرِمة وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: لا تلبس ثيابك على معصية، ألم تسمع قول غيلان بن سَلَمَةَ الثقفّي: وإنّى بِحَمْدِ اللّه لا ثَوْبَ فاجِرٍلَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أتَقَنّعُ ٢٧٣١٧ـ حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدثنا حجاج، قال ابن جريج، أخبرني عطاء، أنه سمع ابن عباس يقول: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الإثم، ثم قال: نقيّ الثياب في كلام العرب. حدثنا سعيد بن يحيى، قال: حدثنا حفص بن غياث القاضي، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عباس ، قوله وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: في كلام العرب: نقيّ الثياب. ٢٧٣١٨ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الذنوب. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الذنوب. ٢٧٣١٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: هي كلمة من العربية كانت العرب تقولها: طهر ثيابك: أي من الذنوب. ٢٧٣٢٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ يقول: طهّرها من المعاصي، فكانت العرب تسمى الرجل إذا نكث ولم يف بعهد أنه دَنِس الثياب، وإذا وفى وأصلح قالوا: مطهّر الثياب. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس : وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الإثم. قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الإثم. ٢٧٣٢١ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ يقول: لا تلبس ثيابك على معصية. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن ابن عباس وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: من الإثم. قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: من الإثم. ٢٧٣٢٢ـ قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن الأجلح، سمع عكرمة قال: لا تلبس ثيابك على معصية. ٢٧٣٢٣ـ قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عامر وعطاء قالا: من الخطايا. وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تلبس ثيابك من مكسب غير طيب. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٢٤ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب غير طائب، ويقال: لا تلبس ثيابك على معصية. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أصلح عملك. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٢٥ـ حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: عملك فأصلح. ٢٧٣٢٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي رَزِين في قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: عملك فأصلحه، وكان الرجل إذا كان خبيث العمل، قالوا: فلان خبيث الثياب، وإذا كان حسن العمل قالوا: فلان طاهر الثياب. وقال آخرون في ذلك ما. ٢٧٣٢٧ـ حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: لست بكاهن ولا ساحر، فأعرض عما قالوا. وقال آخرون: بل معنى ذلك: اغسلها بالماء، وطهرها من النجاسة. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٢٨ـ حدثني عباس بن أبي طالب، قال: حدثنا عليّ بن عبد اللّه بن جعفر، عن أحمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ، قال: أخبرنا ابن عون، عن محمد بن سيرين وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: اغسلها بالماء. ٢٧٣٢٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَثِيابَكَ فَطَهّرْ قال: كان المشركون لا يتطهرون، فأمره أن يتطهر، ويطهّر ثيابه. وهذا القول الذي قاله ابن سيرين وابن زيد في ذلك أظهر معانيه، والذي قاله ابن عباس وعكرِمة وابن زكريا قول عليه أكثر السلف من أنه عُنِيَ به: جسمك فطهر من الذنوب، واللّه أعلم بمراده من ذلك. ٥وَالرّجْزَ فاهْجُرْ اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قرّاء المدينة وعامة قرّاء الكوفة: (والرّجْز) بكسر الراء، وقرأه بعض المكيين والمدنيين والرّجْزَ بضم الراء، فمن ضمّ الراء وجهه إلى الأوثان، وقال: معنى الكلام: والأوثان فاهجر عبادتها، واترك خدمتها، ومن كسر الراء وجّهه إلى العذاب، وقال: معناه: والعذاب فاهجر، أي ما أوجب لك العذاب من الأعمال فاهجر. والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب، والضمّ والكسر في ذلك لغتان بمعنى واحد، ولم نجد أحدا من من متقدّمي أهل التأويل فرّق بين تأويل ذلك، وإنما فرّق بين ذلك فيما بلغنا الكسائيّ. واختلف أهل التأويل في معنى الرّجْزَ في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو الأصنام. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٣٠ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله: وَالرّجْزَ فاهْجُرْ يقول: السخط وهو الأصنام. ٢٧٣٣١ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وَالرّجْزَ فاهْجُرْ قال: الأوثان. ٢٧٣٣٢ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل قال أبو جعفر: أحسبه أنا عن جابرٍ عن مجاهد وعكرِمة وَالرّجْزَ فاهْجُرْ قال: الأوثان. ٢٧٣٣٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَالرّجْزَ فاهْجُرْ: إساف ونائلة، وهما صنمان كانا عند البيت يمسح وجوههما من أتى عليهما، فأمر اللّه نبيّهُ صلى اللّه عليه وسلم أن يجتنبهما ويعتزلهما. ٢٧٣٣٤ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهريّ وَالرّجْزَ فاهْجُرْ قال: هي الأوثان. ٢٧٣٣٥ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَالرّجْزَ فاهْجُرْ قال: الرجز: آلهتهم التي كانوا يعبدون أمره أن يهجرها، فلا يأتيها، ولا يقربها. وقال آخرون: بل معنى ذلك: والمعصية والإثم فاهجر. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٣٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم وَالرّجْزَ فاهْجُرْ قال الإثم. ٢٧٣٣٧ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَالرّجْزَ فاهْجُرْ يقول: اهجر المعصية. وقد بيّنا معنى الرجز فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع. و قوله: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ولا تُعطِ يا محمد عطية لتعطَى أكثر منها. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٣٨ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، ٦قوله: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تُعط عطية تلتمس بها أفضل منها. ٢٧٣٣٩ـ حدثنا أبو حميد الحمصي أحمد بن المُغيرة، قال: ثني أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرميّ، قال: ثني أرطاة عن ضمرة بن حبيب وأبي الأحوص في قوله: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تعط شيئا، لتُعْطي أكثر منه. ٢٧٣٤٠ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن عكرِمة، في قوله: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تعطِ شيئا لتُعْطَي أكثر منه. حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني من سمع عكرِمة يقول: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تعط العطية لتريد أن تأخذ أكثر منها. ٢٧٣٤١ـ حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حدثنا فضيل، عن منصور، عن إبراهيم وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تعط كيما تَزداد. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سفيان، عن مُغيرة، عن إبراهيم، في قوله وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تعط شيئا لتأخذ أكثر منه. ٢٧٣٤٢ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سلمة، عن الضحاك وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تعطِ لتُعْطَي أكثر منه. قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تعطِ لتُعْطَى أكثر منه. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، في قوله وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تعط شيئا لتزداد. ٢٧٣٤٣ـ حدثنا أبو كُرَيْبٍ قال: حدثنا وكيع، عن ابن أبي روّاد، عن الضحاك ، قال: هو الربا الحلال، كان للنبيّ صلى اللّه عليه وسلم خاصّة. ٢٧٣٤٤ـ حدثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدثنا وكيع، عن أبي حجيرة، عن الضحاك ، هما رِبَوَان: حلال، وحرام فأما الحلال: فالهدايا، والحرام: فالربا. ٢٧٣٤٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ يقول: لا تعط شيئا، إنما بك مجازاة الدنيا ومعارضها. ٢٧٣٤٦ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تعط شيئا لتثاب أفضل منه، وقاله أيضا طاوس. ٢٧٣٤٧ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: تعطي مالاً مصانعة رجاء أفضل منه من الثواب في الدنيا. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: لا تعط لتُعْطي أكثر منه. قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تعط لتزداد. قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن رجل، عن الضحاك بن مزاحم وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: هي للنبيّ صلى اللّه عليه وسلم خاصّة، وللناس عامّة مُوَسّع عليهم. وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولا تمنن عملك على ربك تستكثر. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٤٨ـ حدثنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سفيان بن حسين، عن الحسن، في قوله: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تمنن عملك تستكثره على ربك. حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا هوذة، قال: حدثنا عوف، عن الحسن وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تمنن تستكثر عملك. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا يونس بن نافع أبو غانم، عن أبي سهل، كثير بن زياد، عن الحسن وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ يقول: لا تمنن تستكثر عملك الصالح. ٢٧٣٤٩ـ حدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا يكثر عملك في عينك، فإنه فيما أنعم اللّه عليك وأعطاك قليل. وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تضعف أن تستكثر من الخير. ووجّهوا معنى قوله: وَلا تَمْنُنْ أي لا تضعف، من قولهم: حبل منين: إذا كان ضعيفا. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٥٠ـ حدثنا أبو حميد بن المغيرة الحمصي، قال: حدثنا عبد اللّه بن عمرو، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن خَصِيف عن مجاهد، في قوله: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تضعف أن تستكثر من الخير، قال: تمنن في كلام العرب: تضعف. وقال آخرون في ذلك: لا تمنن بالنبوّة على الناس، تأخذ عليه منهم أجرا. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٥١ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال: لا تمنن بالنبوّة والقرآن الذي أرسلناك به تستكثرهم به، تأخذ عليه عوضا من الدنيا. وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب في ذلك قول من قال: معنى ذلك: ولا تمنن على ربك من أن تستكثر عملك الصالح. وإنما قلت ذلك أولى بالصواب، لأن ذلك في سياق آيات تقدمّ فيهنّ أمر اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم بالجدّ في الدعاء إليه، والصبر على ما يَلْقَى من الأذى فيه، فهذه بأن تكون من أنواع تلك، أشبه منها بأن تكون من غيرها. وذُكر عن عبد اللّه بن مسعود أن ذلك في قراءته: (وَلا تَمْنُنْ أنْ تَسْتَكْثِرُ) . ٧و قوله: وَلِرَبَكَ فاصْبِرْ يقول تعالى ذكره: ولربك فاصبر على ما لقيت فيه من المكروه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل على اختلاف فيه بين أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٥٢ـ حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وَلِرَبّكَ فاصْبِرْ قال: على ما أوتيت. ٢٧٣٥٣ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَلِرَبّكَ فاصْبِرْ قال: حمل أمرا عظيما محاربة العرب، ثم العجم من بعد العرب في اللّه . وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولربك فاصبر على عطيتك. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٥٤ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم وَلِرَبّكَ فاصْبِرْ قال: اصبر على عطيتك. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: اصبر على عطيتك للّه. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: وَلِرَبّكَ فاصْبِرْ قال: عطيتك اصبر عليها. ٨القول فـي تأويـل قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ}. يعني جل ثناؤه ب قوله: فَإذَا نُفِخَ فِي الصّورِ، فذلك يومئذ يوم شديد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٥٥ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن فضيل وأسباط، عن مطرّف، عن عطية العوفيّ، عن ابن عباس ، في قوله فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ فَذلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (كَيْفَ أنْعَمُ وَصَاحبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ القَرْنَ وَحَنى جَبْهَتَهُ يَسْتَمعُ مَتى يُؤْمَرُ يَنْفُخُ فِيهِ) ، فقال أصحابُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : كيف نقول؟ فقال: (تقولون: حَسْبُنا اللّه وَنِعْمَ الوَكِيلُ، عَلى اللّه تَوَكّلْنا) . ٢٧٣٥٦ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، قال: أخبرنا أبو رجاء، عن عكرِمة، في قوله: فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال: إذا نُفخ في الصور. حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد اللّه ، قال: حدثنا شعبة، عن أبي رجاء، عن عكرِمة، في قوله فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ مثله. ٢٧٣٥٧ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن شريك، عن جابر، عن مجاهد فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال: إذا نُفخ في الصور. حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال: في الصور، قال: هي شيء كهيئة البوق. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال: هو يوم يُنفخ في الصور الذي ينفخ فيه قال ابن عباس : إن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج إلى أصحابه، فقال: (كَيْفَ أنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ القَرْنَ، وَحَنى جَبْهَتَهُ، ثُمّ أقْبَلَ بأُذُنِهِ يَسْتَمِعُ مَتى يُؤْمَرُ بالصّيْحَة) فاشتدّ ذلك على أصحابه، فأمرهم أن يقولوا: (حَسْبُنا اللّه وَنِعْمَ الوَكِيلُ، على اللّه تَوَكّلْنا) . ٢٧٣٥٨ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس ، قوله فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ يقول: الصور. ٢٧٣٥٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، قال الحسن: فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال: إذا نُفخ في الصّور. ٢٧٣٦٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، في قوله: فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ والناقور: الصور، والصور: الخلق. ٢٧٣٦١ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ يعني : الصّور. ٢٧٣٦٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام، عن أبي جعفر، عن الربيع، قوله: فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال: الناقور: الصور. حدثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع مثله. ٢٧٣٦٣ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال: الصور. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٩٢٧٣٦٤ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: فَذَلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ يقول: شديد. ٢٧٣٦٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قال اللّه تعالى ذكره: فَذلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ فبين اللّه على من يقع على الكافرين غير يسير. ١٠عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ١١و قوله: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : كل يا محمد أمر الذي خلقته في بطن أمه وحيدا، لا شيء له من مال ولا ولد إليّ. وذُكر أنه عُنِي بذلك: الوليد بن المغيرة المخزومي. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٦٦ـ حدثنا سفيان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يونُس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد، عن سعيد بن جُبير أو عكرِمة، عن ابن عباس ، قال: أنزل اللّه في الوليد بن المغيرة قوله: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا و قوله: فَوَرَبّكَ لَنَسألَنّهُمْ أجَمعِينَ... إلى آخرها. ٢٧٣٦٧ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا قال: خلقته وحده ليس معه مال ولا ولد. ٢٧٣٦٨ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن محمد بن شريك، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا قال: نزلت في الوليد بن المغيرة، وكذلك الخلق كلهم. ٢٧٣٦٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا وهو الوليد بن المغيرة، أخرجه اللّه من بطن أمه وحيدا لا مال له ولا ولد، فرزقه اللّه المال والولد، والثروة والنماء. ٢٧٣٧٠ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا... إلى قوله: إنْ هَذَا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ... حتى بلغ سأُصْلِيهِ سَقَرَ قال: هذه الاَية أُنزلت في الوليد بن المُغيرة. ٢٧٣٧١ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا يعني الوليد بن المغيرة. ١٢وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُودا. اختلف أهل التأويل في هذا المال الذي ذكره اللّه ، وأخبر أنه جعله للوحيد ما هو، وما مبلغه؟ فقال بعضهم: كان ذلك دنانير، ومبلغها ألف دينار. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٧٢ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه، عن مجاهد: وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُودا قال: كان ماله ألف دينار. ٢٧٣٧٣ـ حدثنا صالح بن مسمار المروزي، قال: حدثنا الحارث بن عمران الكوفيّ، قال: حدثنا محمد بن سوقة، عن سعيد بن جُبير، في قوله: وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُودا قال: ألف دينار. وقال آخرون: كان ماله أربعة آلاف دينار. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٧٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُودا قال: بلغني أنه أربعة آلاف دينار. وقال آخرون: كان ماله أرضا. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٧٥ـ حدثني محمد بن المثنى، قال: ثني وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، في قوله: وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُودا قال: الأرض. حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم مثله. وقال آخرون: كان ذلك غلة شهر بشهر. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٧٦ـ حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدثنا حلبس إمام مسجد ابن علية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عمر رضي اللّه عنه، في قوله: وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُودا قال: غلة شهر بشهر. حدثني أبو حفص الحيري، قال: حدثنا حلبس الضّبَعي، عن ابن جريج، عن عطاء مثله، ولم يقل عن عمر. حدثنا أحمد بن الوليد الرملي، قال: حدثنا غالب بن حلبس، قال: حدثنا أبي، عن ابن جريج، عن عطاء مثله، ولم يقل عن عمر. حدثنا أحمد بن الوليد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: حدثنا حلبس بن محمد العجلي، عن ابن جريج عن عطاء، عن عمر مثله. والصواب من القول في ذلك أن يقال كما قال اللّه : وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُودا وهو الكثير. الممدود عدده أو مساحته. ١٣القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَبَنِينَ شُهُوداً }. يقول تعالى ذكره: وجعلت له بنين شهودا، ذُكر أنهم كانوا عشرة. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٧٧ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه، عن مجاهد وَبَنِينَ شُهُودا قال: كان بنوه عشرة. ١٤و قوله: وَمَهّدْتُ لَهُ تَمْهِيدا يقول تعالى ذكره: وبسطت له في العيش بسطا، كما: ٢٧٣٧٨ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان ومَهّدْتُ لَهُ تَمْهِيدا قال: بسط له. ٢٧٣٧٩ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وَمَهّدَتُ لَهُ تَمْهِيدا قال: من المال والولد. ١٥و قوله: ثُمّ يَطْمَعُ أنْ أزِيدَ يقول تعالى ذكره: ثم يأمل ويرجو أن أزيده من المال والولد على ما أعطيته ١٦كَلاّ يقول: ليس ذلك كما يأمل ويرجو من أن أزيده مالاً وولدا، وتمهيدا في الدنيا إنّهُ كانَ لاَياتِنا عَنِيدا يقول: إن هذا الذي خلقته وحيدا كان لاَياتنا، وهي حجج اللّه على خلقه من الكتب والرسل عنيدا، يعني معاندا للحقّ مجانبا له، كالبعير العنود ومنه قول القائل: إذَا نَزَلْتُ فاجْعَلانِي وَسَطاإنّي كَبِيرٌ لا أُطِيقُ العُنّدَا وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٨٠ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: إنّهُ كانَ لاَياتِنا عَنيدا قال: جحودا. ٢٧٣٨١ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: إنّهُ كانَ لاَياتِنا عَنِيدا قال محمد بن عمرو: معاندا لها. وقال الحارث: معاندا عنها، مجانبا لها. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد، قوله عَنِيدا قال: معاندا للحقّ مجانبا. ٢٧٣٨٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة إنّهُ كانَ لاَياتِنا عَنِيدا كفورا بآيات اللّه جحودا بها. ٢٧٣٨٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان لاَياتِنا عنِيدا قال: مشاقا، و قيل: عنيدا، وهو من عاند معاندة فهو معاند، كما قيل: عام قابل، وإنما هو مقبل. ١٧و قوله: سأُرْهِقُهُ صَعُودا يقول تعالى ذكره: سأكلفه مشقة من العذاب لا راحة له منها. و قيل: إن الصعود جبل في النار يكلّفُ أهلُ النار صعوده. ذكر الرواية بذلك: ٢٧٣٨٤ـ حدثني محمد بن عمارة الأسدي، قال: حدثنا محمد بن سعيد بن زائدة، قال: حدثنا شريك، عن عمارة، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم سأُرْهِقُهُ صَعُودا قال: (هو جبل في النار من نار، يكلّفون أن يصعدوه، فإذا وضع يده ذابت، فإذا رفعها عادت، فإذا وضع رجله كذلك) . ٢٧٣٨٥ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدريّ، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (الصّعُودُ جَبَلٌ مِنْ نارٍ يُصْعَدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفا ثُمّ يَهْوِي كَذلكَ مِنْهُ أبَدا) . ٢٧٣٨٦ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد سأُرْهِقُهُ صَعُودا قال: مشقة من العذاب. حدثني الحارث، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. ٢٧٣٨٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: سأُرْهِقُهُ صَعُودا: أي عذابا لا راحة منه. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا أبو هلال، عن قتادة سأُرْهِقُهُ صَعُودا قال: مشقة من العذاب. ٢٧٣٨٨ـ حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: سأُرْهِقُهُ صَعُودا قال: تعبا من العذاب. ١٨القول فـي تأويـل قوله تعالى: {إِنّهُ فَكّرَ وَقَدّرَ }. يقول تعالى ذكره: إن هذا الذي خلقته وحيدا، فكّر فيما أنزل على عبده محمد صلى اللّه عليه وسلم من القرآن، ١٩وقدّر فيما يقول فيه فَقُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ ٢٠ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ٢١يقول: ثم لعن كيف قدّر النازل فيه ثُمّ نَظَرَ ٢٢يقول: ثم روّي في ذلك ثُمّ عَبَس يقول: ثم قبض ما بين عينيه وَبَسَرَ يقول: كلح وجهه ومنه قول توبة بن الحُمَيّر: وَقَدْ رَابَنِي مِنْها صُدُودٌ رأيتُهُوإعْراضُها عَنْ حاجَتِي وبُسُورُها وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وجاءت الأخبار عن الوحيد أنه فعل. ذكر الرواية بذلك: ٢٧٣٨٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر عن عباد بن منصور، عن عكرِمة، أن الوليد بن المُغيرة جاء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رقّ له، فبلغ ذلك أبا جهل، فقال: أي عمّ إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً، قال: لِمَ؟ قال: يعطونكه فإنك أتيت محمدا تتعرّض لما قِبَله قال: قد علمت قريش أني أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يعلم قومك أنّك مُنكر لما قال، وأنك كاره له قال: فما أقول فيه، فواللّه ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه مني، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجنّ، واللّه ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، وواللّه إن لقوله لحلاوة، وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو ولا يعلى قال: واللّه لا يرضى قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أفكر فيه فلما فكّر قال: هذا سحر يأثره عن غيره، فنزلت ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا. قال قتادة : خرج من بطن أمه وحيدا، فنزلت هذه الاَية حتى بلغ تسعة عشر. ٢٧٣٩٠ـ حدثني محمد بن سعيد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: إنّهُ فَكّرَ وَقَدّرَ... إلى ثُمّ عَبَسَ وَبَسَرَ قال: دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قُحافة رضي اللّه عنه يسأله عن القرآن فلما أخبره خرج على قريش فقال: يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة، فواللّه ما هو بشعر، ولا بسحر، ولا بهذي من الجنون، وإن قوله لمن كلام اللّه فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا وقالوا: واللّه لئن صبأ الوليد لتصبأن قريش، فلما سمع بذلك أبو جعل قال: أنا واللّه أكفيكم شأنه فانطلق حتى دخل عليه بيته، فقال للوليد: ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة؟ قال: ألستُ أكثرهم مالاً وولدا؟ فقال له أبو جهل: يتحدّثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قُحافة لتصيب من طعامه قال الوليد: أقد تحدثت به عشيرتي فلا يقصر عن سائر بني قُصيّ لا أقرب أبا بكر ولا عمر ولا ابن أبي كبشة، وما قوله إلا سحر يؤثر فأنزل اللّه على نبيه صلى اللّه عليه وسلم : ذَرْنِي وَمَن خَلَقْتُ وَحِيدا... إلى لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ. ٢٧٣٩١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: إنّهُ فَكّرَ وقدّر زعموا أنه قال: واللّه لقد نظرت فيما قال هذا الرجل، فإذا هو ليس له بشعر، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه ليعلو وما يعلى، وما أشكّ أنه سحر، فأنزل اللّه فيه: فَقُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ... الاَية ثُمّ عَبَسَ وَبَسَرَ: قبض ما بين عينيه وكلح. ٢٧٣٩٢ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: فَكّرَ وَقَدّرَ قال: الوليد بن المغيرة يوم دار الندوة. ٢٧٣٩٣ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ذَرْنِي وَمَن خَلَقْتُ وَحِيدّا يعني الوليد بن المغيرة دعاه نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى الإسلام، فقال: حتى أنظر، ففكر ثُمّ نَظَرَ ثُمّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمّ أدْبَرَ وَاسْتَكْبَر فَقالَ إنْ هَذَا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ فجعل اللّه له سقر. ٢٧٣٩٤ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُودا... إلى قوله: إنْ هَذَا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ قال: هذا الوليد بن المغيرة قال: سأبتار لكم هذا الرجل الليلة، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فوجده قائما يصلي ويقتريء، وأتاهم فقالوا: مَهْ؟ قال: سمعت قولاً حلوا أخضر مثمرا يأخذ بالقلوب، فقالوا: هو شعر، فقال: لا واللّه ما هو بالشعر، ليس أحد أعلم بالشعر مني، أليس قد عرَضتْ عليّ الشعراء شعرَهم نابغة وفلان وفلان؟ قالوا: فهو كاهن، فقال: لا واللّه ما هو بكاهن، قد عرضت عليّ الكهانة، قالوا: فهذا سحر الأوّلين اكتتبه، قال: لا أدري إن كان شيئا فعسى هو إذا سحر يؤثر، فقرأ: فَقُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ ثُمّ قُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ قال: قتل كيف قدّر حين قال: ليس بشعر، ثم قتل كيف قدّر حين قال: ليس بكهانة. ٢٣و قوله: ثُمّ أدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ يقول تعالى ذكره: ثم ولى عن الإيمان والتصديق بما أنزل اللّه من كتابه، واستكبر عن الإقرار بالحقّ ٢٤فقال إنْ هَذَا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ قال: يأثره عن غيره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٩٥ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين إنْ هَذَا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ قال: يأخذه عن غيره. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن إسماعيل، عن أبي رزين إنْ هَذَا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ قال: يأثره عن غيره. ٢٥و قوله: إنْ هَذَا إلاّ قَوْلُ البَشَرِ يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الوحيد في القرآن إنْ هَذَا إلاّ قَوْلُ البَشَرِ ما هذا الذي يتلوه محمد إلا قول البشر، يقول: ما هو إلا كلام ابن آدم، وما هو بكلام اللّه . ٢٦القول فـي تأويـل قوله تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ }. يعني تعالى ذكره ب قوله: سأُصْلِيهِ سَقَرَ سأورده بابا من أبواب جهنم اسمه سقر ولم يُجرّ سقر لأنه اسم من أسماء جهنم ٢٧وَما أدْرَاكَ ما سَقَرُ يقول تعالى ذكره: وأيّ شيء أدراك يا محمد، أي، شيء سقر. ثم بين اللّه تعالى ذكره ما سقر، فقال: هي نار ٢٨لا تُبْقى من فيها حيا وَلا تَذَرُ من فيها ميتا، ولكنها تحرقهم كلما جدّد خلقهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٩٦ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: لا تُبْقى وَلا تَذَرُ قال: لا تميت ولا تحي. حدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. ٢٧٣٩٧ـ حدثني محمد بن عمارة الأسدي، قال: حدثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا أبو ليلى، عن مرثد، في قوله: لا تُبْقى وَلا تَذَرُ قال: لا تبقى منهم شيئا أن تأكلهم، فإذا خلقوا لها لا تذرهم حتى تأخذهم فتأكلهم. ٢٩و قوله: لَوّاحَةٌ للبَشَر يعني جل ثناؤه مغيّرة لبشر أهلها واللوّاحة من نعت سقر، وبالردّ عليها رُفعت، وحسُن الرفع فيها، وهي نكرة، وسقر معرفة، لما فيها من معنى المدح. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٣٩٨ـ حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد لَوّاحَةٌ للْبَشَر قال: الجلد. ٢٧٣٩٩ـ حدثني أبو السائب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن أبي رزين لَوّاحَةٌ للْبَشَر قال: تلفح الجلد لفحة، فتدعه أشدّ سوادا من الليل. ٢٧٤٠٠ـ حدثني محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدثنا أبي وشعيب بن الليث، عن خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال، قال: قال زيد بن أسلم لَوّاحَةٌ للْبَشَر: أي تلوّح أجسادهم عليها. ٢٧٤٠١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: لَوّاحَةٌ للْبَشَر أي حرّاقة للجلد. ٢٧٤٠٢ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس : لَوّاحَةٌ للْبَشَر يقول: تحرق بشرة الإنسان. ٢٧٤٠٣ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: لَوّاحَةٌ للْبَشَر قال: تغير البشر، تحرق البشر يقال: قد لاحه استقباله السماء، ثم قال: النار تغير ألوانهم. ٢٧٤٠٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين لَوّاحَةٌ لِلْبَشَر غيرت جلودهم فاسودّت. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين مثله. ٢٧٤٠٥ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: لَوّاحَةٌ للْبَشَر يعني بشر الإنسان، يقول: تحرق بشره. ورُوي عن ابن عباس في ذلك ما: ٢٧٤٠٦ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله لَوّاحَةٌ للْبَشَر يقول: معرّضة. وأخشى أن يكون خبر عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس هذا غلطا، وأن يكون موضع معرّضة مغيّرة، لكن صحّف فيه. ٣٠و قوله: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ يقول تعالى ذكره: على سقر تسعة عشر من الخزَنة. وذُكر أن ذلك لما أنزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال أبو جهل ما: ٢٧٤٠٧ـ حدثني به محمد بن سعد قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ... إلى قوله: وَيَزْدادَ الّذِينَ آمَنُوا إيمَانا فلما سمع أبو جهل بذلك قال لقريش: ثكلتكم أمهاتكم، أسمع ابن أبي كبشة يخبركم أن خزَنة النار تسعة عشر وأنتم الدّهم، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم؟ فأوحي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يأتي أبا جهل، فيأخذه بيده في بطحاء مكة فيقول له: أَوْلى لَكَ فأوْلى ثمّ أوْلى لَكَ فأَوْلى فلما فعل ذلك به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال أبو جهل: واللّه لا تفعل أنت وربك شيئا فأخزاه اللّه يوم بدر. ٢٧٤٠٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ذُكر لنا أن أبا جهل حين أُنزلت هذه الاَية قال: يا معشر قريش ما يستطيع كلّ عشرة منكم أن يغلبوا واحدا من خزَنة النار وأنتم الدّهم؟ فصاحبكم يحدثكم أن عليها تسعة عشر. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، قال: قال أبو جهل: يخبركم محمد أن خزَنة النار تسعة عشر، وأنتم الدّهم ليجتمع كلّ عشرة على واحد. ٢٧٤٠٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ قال: خزنتها تسعة عشر. ٣١و قوله: وَما جَعَلْنا أصحَابَ النّارِ إلاّ مَلائِكَةً يقول تعالى ذكره: وما جعلنا خزَنة النار إلا ملائكة. يقول لأبي جهل في قوله لقريش: أما يستطيع كلّ عشرة منكم أن تغلب منها واحدا؟ فمن ذا يغلب خزنة النار وهم الملائكة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤١٠ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثنا ابن زيد، في قوله: وَما جَعَلْنا أصحَابَ النّارِ إلاّ مَلائِكَةً قال: ما جعلناهم رجالاً، فيأخذ كلّ رجل رجلاً كما قال هذا. و قوله: وَما جَعَلْنا عِدّتَهُمْ إلاّ فِتْنَةً للّذِينَ كَفَرُوا يقول: وما جعلنا عدّة هؤلاء الخزنة إلا فتنة للذين كفروا باللّه من مُشركي قريش. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤١١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَما جَعَلْنا عِدّتَهُمْ إلاّ فِتْنَةً للّذِينَ كَفَرُوا: إلا بلاء. وإنما جعل اللّه الخبر عن عدّة خزنة جهنم فتنة للذين كفروا، لتكذيبهم بذلك، وقول بعضهم لأصحابه: أنا أكفيكموهم. ذكر الخبر عمن قال ذلك: ٢٧٤١٢ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: تِسْعَةَ عَشَرَ قال: جعلوا فتنة، قال أبو الأشدّ بن الجمحي: لا يبلغون رتوتي حتى أجهضهم عن جهنم. و قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ يقول تعالى ذكره: ليستيقن أهل التوراة والإنجيل حقيقة ما في كتبهم من الخبر عن عدّة خزَنة جهنم، إذ وافق ذلك ما أنزل اللّه في كتابه على محمد صلى اللّه عليه وسلم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤١٣ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَيَزْدَادَ الّذِينَ آمَنُوا إيمَانا قال: وإنها في التوراة والإنجيل تسعة عشرة، فأراد اللّه أن يستيقن أهل الكتاب، ويزداد الذين آمنوا إيمانا. ٢٧٤١٤ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ قال: يجدونه مكتوبا عندهم عدّة خزَنة أهل النار. ٢٧٤١٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة لِيَسْتَيْقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ يصدّق القرآن الكتب التي كانت قبله فيها كلها، التوراة والإنجيل أن خزنة النار تسعة عشر. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ قال: ليستيقن أهل الكتاب حين وافق عدّة خزنة النار ما في كتبهم. ٢٧٤١٦ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ قال: عدّة خزنة جهنم تسعة عشر في التوراة والإنجيل. وكان ابن زيد يقول في ذلك ما: ٢٧٤١٧ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ أنك رسول اللّه . و قوله: وَيَزْدَادَ الّذِينَ آمَنُوا إيمَانا يقول تعالى ذكره: وليزداد الذين آمنوا باللّه تصديقا إلى تصديقهم باللّه وبرسوله بتصديقهم بعدّة خزنة جهنم. و قوله: وَلا يَرْتابَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَالمُؤْمِنُونَ يقول: ولا يشكّ أهل التوراة والإنجيل في حقيقة ذلك والمؤمنون باللّه من أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم . و قوله: وَليَقُولَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والكافِرُونَ يقول تعالى ذكره: وليقول الذين في قلوبهم مرض النفاق، والكافرون باللّه من مشركي قريش ماذَا أرَادَ اللّه بِهَذَا مَثَلاً، كما: ٢٧٤١٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَلِيَقُولَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ: أي نفاق. ٢٧٤١٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَلِيَقُولَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والكافِرُونَ ماذَا أرَادَ اللّه بِهَذَا مَثَلاً يقول: حتى يخوّفنا بهؤلاء التسعة عشر. و قوله: كَذَلكَ يُضِلّ اللّه مَنْ يَشاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ يقول تعالى ذكره: كما أضل اللّه هؤلاء المنافقين والمشركين القائلين في خبر اللّه عن عدّة خزنة جهنم: أيّ شيء أراد اللّه بهذا الخبر من المثل حتى يخوّفنا بذكر عدتهم، ويهتدي به المؤمنون، فازدادوا بتصديقهم إلى إيمانهم إيمانا كَذلكَ يُضِل اللّه مَنْ يَشاءُ مِنْ خَلْقِهِ فيخذله عن إصابة الحقّ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ منهم، فيوفقه لإصابة الصواب وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ من كثرتهم إلاّ هُوَ: يعني اللّه ، كما: ٢٧٤٢٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إلاّ هُوَ أي من كثرتهم. و قوله: وَما هِيَ إلاّ ذِكْرَى للْبَشَرِ يقول تعالى ذكره: وما النار التي وصفتها إلا تذكرة ذكر بها البشر، وهم بنو آدم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٢١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَما هِيَ إلاّ ذِكْرَى للْبَشَر يعني النار. ٢٧٤٢٢ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وَما هِيَ إلاّ ذِكْرَى للْبَشَر قال: النار. ٣٢القول فـي تأويـل قوله تعالى: {كَلاّ وَالْقَمَرِ }. يعني تعالى ذكره بقوله كَلاّ: ليس القول كما يقول من زعم أنه يكفي أصحابَه المشركين خزنةُ جهنم حتى يجهضهم عنها ثم أقسم ربنا تعالى فقال: وَالقَمَرِ وَاللّيْل إذْ أدْبَرَ يقول: والليل إذ ولّى ذاهبا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٣٣٢٧٤٢٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَاللّيْل إذْ أدْبَرَ: إذ ولّى. وقال آخرون في ذلك ما: ٢٧٤٢٤ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس : والليل إذْ أدْبَرَ دبوره: إظلامه. واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة إذْ أدْبَرَ، وبعض قرّاء مكة والكوفة: (إذا دَبَرَ) . والصواب من القول في ذلك عندنا، أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب. وقد اختلف أهل العلم بكلام العرب في ذلك، فقال بعض الكوفيين: هما لغتان، يقال: دبر النهار وأدبر، ودبر الصيف وأدبر قال: وكذلك قَبل وأقبل فإذا قالوا: أقبل الراكب وأدبر لم يقولوه إلا بالألف. وقال بعض البصريين: (واللّيْل إذَا دَبَرَ) يعني : إذا دبر النهار وكان في آخره قال: ويقال: دبرني: إذا جاء خلفي، وأدبر: إذا ولّى. والصواب من القول في ذلك عندي أنهما لغتان بمعنى، وذلك أنه محكيّ عن العرب: قبح اللّه ما قَبِل منه وما دبر. وأخرى أن أهل التفسير لم يميزوا في تفسيرهم بين القراءتين، وذلك دليل على أنهم فعلوا ذلك كذلك، لأنهما بمعنى واحد. ٣٤و قوله: والصّبْح إذَا أسْفَرَ يقول تعالى ذكره: والصبح إذا أضاء، كما: ٢٧٤٢٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة والصّبْح إذَا أسْفَرَ: إذا أضاء وأقبل. ٣٥إنّها لإَحْدَى الكُبَرِ يقول تعالى ذكره: إن جهنم لإحدى الكبر، يعني الأمور العظام. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٢٦ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: ثني عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا وقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد إنّها لإَحْدَى الكُبَرِ يعني : جهنم. ٢٧٤٢٧ـ حدثنا أبو السائب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين إنّها لإَحْدَى الكُبَرِ قال: جهنم. ٢٧٤٢٨ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: إنّها لإَحْدَى الكُبَرِ قال: هذه النار. ٢٧٤٢٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة إنّها لإَحْدَى الكُبَرِ قال: هي النار. ٢٧٤٣٠ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: إنّها لإَحْدَى الكُبَرِ يعني : جهنم. ٢٧٤٣١ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس إنّها لإَحْدَى الكُبَرِ: يعني جهنم. و قوله: نَذِيرا للْبَشَرِ يقول تعالى ذكره: إن النار لإحدى الكبر، نذيرا لبني آدم. واختلف أهل التأويل في معنى قوله نَذِيرا للْبَشَر، وما الموصوف بذلك، فقال بعضهم: عُنِيَ بذلك النار، وقالوا: هي صفة للّهاء التي في قوله (إنها) وقالوا: هي النذير فعلى قول هؤلاء النذير نصب على القطع من إحدى الكبر، لأن إحدى الكبر معرفة، وقوله نَذِيرا نكرة، والكلام قد يحسُن الوقوف عليه دونه. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٣٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قال: قال الحسن: واللّه ما أُنذر الناسُ بشيء أدهي منها، أو بداهية هي أدهي منها. وقال آخرون: بل ذلك من صفة اللّه تعالى، وهو خبر من اللّه عن نفسه، أنه نذير لخلقه وعلى هذا القول يجب أن يكون نصب قوله نَذِيرا على الخروج من جملة الكلام المتقدّم، فيكون معنى الكلام: وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة نذيرا للبشر يعني : إنذارا لهم فيكون قوله: نَذِيرا بمعنى إنذارا لهم كما قال: (فَكَيْفَ كانَ نَذِيرِ) بمعنى إنذاري ويكون أيضا بمعنى: إنها لإحدى الكُبَر صيرنا ذلك كذلك نذيرا، فيكون قوله: إنّها لإَحْدَى الكُبَرِ مؤدّيا عن معنى صيرنا ذلك كذلك، وهذا المعنى قصد من قال ذلك إن شاء اللّه . ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٣٣ـ حدثني أبو السائب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن أبي رزين إنّها لإَحْدَى الكُبَرِ قال: جهنم ٣٦نَذِيرا للْبَشَرِ يقول اللّه : أنا لكم منها نذير فاتقوها. وقال آخرون: بل ذلك من صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وقالوا: نصب نذيرا على الحال مما في قوله (قم) ، وقالوا: معنى الكلام: قم نذيرا للبشر فأنذر. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٣٤ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: نَذِيرا للْبَشَرِ قال: الخلق، قال: بنو آدم البشر، ف قيل له: محمد النذير؟ قال: نعم ينذرهم. ٣٧و قوله: لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أنْ يَتَقَدّمَ أوْ يَتأَخّرَ يقول تعالى ذكره: نذيرا للبشر لمن شاء منكم أيها الناس أن يتقدّم في طاعة اللّه ، أو يتأخر في معصية اللّه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٣٥ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أنْ يَتَقدّمَ أوْ يَتأَخّرَ قال: من شاء اتبع طاعة اللّه ، ومن شاء تأخر عنها. ٢٧٤٣٦ـ حدثني بشر، قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد عن قتادة لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أنْ يَتَقَدّمَ أوْ يَتأَخّرَ: يتقدّم في طاعة اللّه ، أو يتأخر في معصيته. ٣٨القول فـي تأويـل قوله تعالى: {كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }. يقول تعالى ذكره: كلّ نفس مأمورة منهية بما عملت من معصية اللّه في الدنيا، رهينة في جهنم إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ فإنهم غير مرتهنين، ولكنهم فِي جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ عن المجرمين. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٣٧ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس : كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ يقول: مأخوذة بعملها. ٢٧٤٣٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ قال: غَلِقَ الناس كلهم إلا أصحاب اليمين. ٢٧٤٣٩ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ قال: لا يحاسبون. ٢٧٤٤٠ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول اللّه : كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ: أصحابُ اليمين لا يرتهنون بذنوبهم، ولكن يغفرها اللّه لهم وقرأ قول اللّه : إلاّ عِبَادَ اللّه المُخْلَصِينَ قال: لا يؤاخذهم اللّه بسيىء أعمالهم، ولكن يغفرها اللّه لهم، ويتجاوز عنهم كما وعدهم. ٢٧٤٤١ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ قال: كل نفس سبقت له كلمة العذاب يرتهنه اللّه في النار، لا يرتهن اللّه أحدا من أهل الجنة، ألم تسمع أنه قال: كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ يقول: ليسوا رهينة فِي جَنّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ. ٢٧٤٤٢ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، في قوله إلاّ أصحَابَ اليَمينِ قال: إن كان أحدهم سبقت له كلمة العذاب جُعلَ منزله في النار يكون فيها رهنا، وليس يرتهن أحد من أهل الجنة هم في جنات يتساءلون. واختلف أهل التأويل في أصحاب اليمين الذين ذكرهم اللّه في هذا الموضع، فقال بعضهم: هم أطفال المسلمين. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٤٣ـ حدثني واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن عثمان، عن زاذان، عن عليّ رضي اللّه عنه في هذه الاَية: كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ قال: هم الولدان. حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن عثمان أبي اليقظان، عن زاذان أبي عمر عن عليّ رضي اللّه عنه في قوله كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ قال: أطفال المسلمين. ٣٩حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن زاذان أبي عمر، عن عليّ رضي اللّه عنه إلاّ أصحَابَ اليَمِين قال: أولاد المسلمين. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن عليّ رضي اللّه عنه إلاّ أصحَابَ اليَمِين قال: هم الولدان. وقال آخرون: هم الملائكة. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٤٤ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس ، قال: هم الملائكة. وإنما قال من قال: أصحاب اليمين في هذا الموضع: هم الولدان وأطفال المسلمين ومن قال: هم الملائكة، لأن هؤلاء لم يكن لهم ذنوب، وقالوا: لم يكونوا ليسألوا المجرمين ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ إلا أنهم لم يقترفوا في الدنيا مآثم، ولو كانوا اقترفوها وعرفوها لم يكونوا ليسألوهم عما سلكهم في سقر، لأن كلّ من دخل من بني آدم ممن بلغ حدّ التكليف، ولزِمه فرض الأمر والنهي، قد علم أن أحدا لا يعاقب إلا على المعصية. ٤٠انظر تفسير الآية:٤٤ ٤١انظر تفسير الآية:٤٤ ٤٢انظر تفسير الآية:٤٤ ٤٣انظر تفسير الآية:٤٤ ٤٤و قوله: فِي جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَن المُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ يقول: أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الذين سُلكوا في سقر، أيّ شيء سلككم في سقر؟ قالُوا لَمْ نَك مِنَ المُصَلّينَ يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدنيا من المصلين للّه وَلمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ بخلاً بما خوّلهم اللّه ، ومنعا له من حقه. ٤٥وكُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ يقول: وكنا نخوض في الباطل وفيما يكرهه اللّه مع من يخوض فيه، كما: ٢٧٤٤٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وكُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ قال: كلما غوى غاوٍ غوينا معه. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، قوله وكُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ قال: يقولون: كلما غوى غاو غوينا معه. ٤٦انظر تفسير الآية:٤٧ ٤٧القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَكُنّا نُكَذّبُ بِيَوْمِ الدّينِ}. و قوله: وكُنّا نُكَذّبُ بِيَوْم الدّين يقول تعالى ذكره: قالوا: وكنا نكذّب بيوم المجازاة والثواب والعذاب، ولا نصدّق بثواب ولا عقاب ولا حساب حتى أتانا اليَقِينُ ٤٨يقول: قالوا: حتى أتانا الموت الموقن به فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشّافِعِينَ يقول: فما يشفع لهم الذين شفعهم اللّه في أهل الذنوب من أهل التوحيد، فتنفعهم شفاعتهم. وفي هذه الاَية دلالة واضحة على أن اللّه تعالى ذكره مشفعٌ بعضَ خلقه في بعض. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٤٦ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، قال: حدثنا أبو الزعراء، عن عبد اللّه في قصة ذكرها في الشفاعة، قال: ثم تشفع الملائكة والنبي ون والشهداء والصالحون والمؤمنون، ويشفعهم اللّه فيقول: أنا أرحم الراحمين، فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق من النار ثم يقول: أنا أرحم الراحمين ثم قرأ عبد اللّه : يا أيها الكفار ما سَلَكَكُمْ في سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلّينَ ولَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ وكُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ وكُنّا نُكَذّبُ بِيَوْم الدّين وعقد بيده أربعا، ثم قال: هل ترون في هؤلاء من خير، ألا ما يُترك فيها أحد فيه خير. ٢٧٤٤٧ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت عمي وإسماعيل بن أبي خالد، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، قال: قال عبد اللّه : لا يبقى في النار إلا أربعة أو ذو الأربعة. الشكّ من أبي جعفر الطبري ثم يتلو: ما سَلَكَكُمْ في سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلّينَ ولَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ وكُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ وكُنّا نُكَذّبُ بِيَوْم الدّينِ. ٢٧٤٤٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشّافِعِينَ تعلمن أن اللّه يشفع المؤمنين يوم القيامة. ذُكر لنا أن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: (إنّ مِنْ أُمّتِي رجُلاً يُدْخِلُ اللّه بِشَفاعَتِهِ الجَنّةَ أكْثَرَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ) . قال الحسن: أكثر من ربيعة ومضر، كنا نحدّث أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور عن معمر، عن قتادة فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشّافِعِينَ قال: تعلمن أن اللّه يشفع بعضهم في بعض. ٢٧٤٤٩ـ قال: ثنا أبو ثور، قال معمر: وأخبرني من سمع أنس بن مالك يقول: إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة والرجل. ٢٧٤٥٠ـ قال: ثنا أبو ثور، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: يدخل اللّه بشفاعة رجل من هذه الأمة الجنة مثل بني تميم، أو قال: أكثر من بني تميم، وقال الحسن: مثل ربيعة ومضر. ٤٩و قوله: فَمَا لَهُمْ عَن التّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ يقول: فما لهؤلاء المشركين عن تذكرة اللّه إياهم بهذا القرآن معرضين، لا يستمعون لها فيتعظوا ويعتبروا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٥١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فَمَا لَهُمْ عَنِ التّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ أي عن هذا القرآن. ٥٠القول فـي تأويـل قوله تعالى: {كَأَنّهُمْ حُمُرٌ مّسْتَنفِرَةٌ }. يقول تعالى ذكره: فما لهؤلاء المشركين باللّه عن التذكرِة معرِضين، مولّين عنها تولية الحُمُر المستنفرة فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ. واختلف القرّاء في قراءة قوله: مُسْتَنْفِرَةٌ، فقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة بكسر الفاء، وفي قراءة بعض المكيين أيضا بمعنى نافرة. والصواب من القول في ذلك عندنا، أنهما قراءتان معروفتان، صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب. وكان الفرّاء يقول: الفتح والكسر في ذلك كثيران في كلام العرب وأنشد: أمْسِكْ حِمارَكَ إنّهُ مُسْتَنْفِرٌفِي إثْرِ أحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرّب ٥١و قوله: فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ اختلف أهل التأويل في معنى القسورة، فقال بعضهم: هم الرماة. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٥٢ـ حدثني أبو السائب، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن حجاج، عن عطاء، عن ابن عباس ، في قوله: فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: الرماة. ٢٧٤٥٣ـ حدثني ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي موسى فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: الرماة. ٢٧٤٥٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: هي الرماة. قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثله. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثله. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثله. ٢٧٤٥٥ـ حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: قَسْوَرَةٍ قال: عصَبة قناص من الرماة. زاد الحارث في حديثه. قال: وقال بعضهم في القسورة: هو الأسد، وبعضهم: الرماة. ٢٧٤٥٦ـ حدثنا هناد بن السريّ، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سِماك، عن عكرِمة، في قوله: فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: القسورة: الرماة، فقال رجل لعكرِمة: هو الأسد بلسان الحبشة، فقال عكرِمة: اسم الأسد بلسان الحبشة عنبسة. حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، قال: أخبرنا أبو رجاء، عن عكرِمة، في قوله فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: الرماة. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن عبد اللّه السلولي، عن ابن عباس ، قال: هي الرماة. ٢٧٤٥٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ وهم الرماة القناص. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: قسورة النبّل. وقال آخرون: هم القُنّاص. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٥٨ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ يعني : رجال القَنْص. ٢٧٤٥٩ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير في هذه الاَية فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: هم القناص. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير قال: هم القناص. وقال آخرون: هم جماعة الرجال. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٦٠ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي حمزة، قال: سألت ابن عباس عن القسورة، فقال: ما أعلمه بلغة أحد من العرب: الأسد هي عصب الرجال. ٢٧٤٦١ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد هي عِصب الرجال. ٢٧٤٦٢ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي يحدّث، قال: حدثنا داود، قال: ثني عباد بن عبد الرحمن مولى بني هاشم، قال: سئل ابن عباس عن القسورة، قال: جمع الرجال، ألم تسمع ما قالت فلانة في الجاهلية: يا بِنْتَ لُؤَيّ خَيْرَةً لخَيْرَهأحْوَالُها في الحَيّ مِثلُ القَسْوَرَهْ وقال آخرون: هي أصوات الرجال. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٦٣ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: ركز الناس أصواتهم. قال أبو كريب، قال سفيان: هَلْ تُحِسّ مِنْهُمْ مِنْ أحَدٍ أوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزا. وقال آخرون: بل هو الأسد. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٦٤ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرةفَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: هو الأسد. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، أن أبا هريرة كان يقول في قول اللّه : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: هو الأسد. ٢٧٤٦٥ـ حدثني محمد بن معمر، قال: حدثنا هشام، عن زيد بن أسلم، في قول اللّه : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: الأسد. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني داود بن قيس عن زيد بن أسلم، في قول اللّه : فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: هو الأسد. ٢٧٤٦٦ـ حدثني محمد بن خالد بن خداش، قال ثني سلم بن قتيبة، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أنه سُئل عن قوله: فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: هو بالعربية: الأسد، وبالفارسية: شار، وبالنبطية: أريا، وبالحبشية: قسورة. حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ يقول: الأسد. حدثني أبو السائب، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة قال: الأسد. ٢٧٤٦٧ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: فَرّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال: القسورة: الأسد. ٥٢و قوله: بَلْ يُرِيدُ كُلّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ أنْ يُؤَتى صُحُفا مَنَشّرَةً يقول تعالى ذكره: ما بهؤلاء المشركين في إعراضهم عن هذا القرآن أنهم لا يعلمون أنه من عند اللّه ، ولكن كلّ رجل منهم يريد أن يؤتي كتابا من السماء ينزل عليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٦٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: بَلْ يُرِيدُ كُلّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ أنْ يُؤْتَي صُحُفا مُنَشّرَةً قال: قد قال قائلون من الناس: يا محمد إن سرّك أن نتبعك فأتنا بكتاب خاصة إلى فلان وفلان، نؤمر فيه باتباعك، قال قتادة : يريدون أن يؤتوا براءة بغير عمل. ٢٧٤٦٩ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: بَلْ يُرِيدُ كُلّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ أنْ يُؤْتَي صُحُفا مُنَشّرَةً قال: إلى فلان من ربّ العالمين. ٥٣و قوله: كَلاّ بَلْ لا يَخافُونَ الاَخِرَةَ يقول تعالى ذكره: ما الأمر كما يزعمون من أنهم لو أوتوا صحفا منشّرة صدّقوا، بل لا يخافون الاَخرة، يقول: لكنهم لا يخافون عقاب اللّه ، ولا يصدّقون بالبعث والثواب والعقاب فذلك الذي دعاهم إلى الإعراض عن تذكرة اللّه ، وهوّن عليهم ترك الاستماع لوحيه وتنزيله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٧٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: كَلاّ بَلْ لا يخافُونَ الاَخِرَةَ إنما أفسدهم أنهم كانوا لا يصدّقون بالاَخرة، ولا يخافونها، هو الذي أفسدهم. ٥٤القول فـي تأويـل قوله تعالى: {كَلاّ إِنّهُ تَذْكِرَةٌ }. يعني جل ثناؤه ب قوله: كَلاّ إنّهُ تَذْكِرَةٌ ليس الأمر كما يقول هؤلاء المشركون في هذا القرآن من أنه سحر يؤثر، وأنه قول البشر، ولكنه تذكرة من اللّه لخلقه، ذكرهم به. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٧١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: كَلاّ إنّهُ تَذْكِرَةٌ أي القرآن. ٥٥و قوله: فَمَن شاءَ ذَكَرَه يقول تعالى ذكره: فمن شاء من عباد اللّه الذين ذكرهم اللّه بهذا القرآن ذكره، فاتعظ فاستعمل ما فيه من أمر اللّه ونهيه ٥٦وَما يَذْكُرُونَ إلاّ أنْ يَشاءَ اللّه يقول تعالى ذكره: وما يذكرون هذا القرآن فيتعظون به، ويتسعملون ما فيه، إلا أن يشاء اللّه أن يذكروه، لأنه لا أحد يقدر على شيء إلا بأن يشاء اللّه يقدره عليه، ويعطيه القدرة عليه. و قوله: هُوَ أهْلُ التّقْوَى وأهْلُ المَغْفِرَةِ يقول تعالى ذكره: اللّه أهل أن يتقي عبادُه عقابهَ على معصيتهم إياه، فيجتنبوا معاصيه، ويُسارعوا إلى طاعته، وأهل المغفرة يقول: هو أهل أن يغفر ذنوبهم إذا هم فعلوا ذلك، ولا يعاقبهم عليها مع توبتهم منها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٤٧٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة هُوَ أهْلُ التّقْوَى وأهْلُ المَغْفِرَةِ ربنا محقوق أن تتقي محارمه، وهو أهل المغفرة يغفر الذنوب. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله هُوَ أهْلُ التّقْوَى وأهْلُ المَغْفِرَةِ قال: أهل أن تتقي محارمه، وأهل المغفرة: أهل أن يغفر الذنوب. |
﴿ ٠ ﴾