٢٩

و قوله: وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: والتفّت شدّة أمر الدنيا بشدّة أمر الاَخرة. ذكر من قال ذلك:

٢٧٦٠٢ـ حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء عن ابن عباس وَالْتَفّتِ السّاقِ قال: الدنيا بالاَخرة شدّة.

حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ يقول: آخر يوم من الدنيا، وأوّل يوم من الاَخرة، فتلتقي الشدّة بالشدّة، إلا من رحم اللّه .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ يقول: والتفّت الدنيا بالاَخرة، وذلك ساق الدنيا والاَخرة، ألم تسمع أنه يقول: إلى رَبّكَ يَوْمَئِذٍ المَساقُ.

٢٧٦٠٣ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنا الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: التفّ أمر الدنيا بأمر الاَخرة عند الموت.

حدثنا أبو كريب وأبو هشام، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد، قال: آخر يوم من الدنيا، وأول يوم من الاَخرة.

٢٧٦٠٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: قال الحسن: ساق الدنيا بالاَخرة.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن ابن مجاهد، قال: هو أمر الدنيا والاَخرة عند الموت.

٢٧٦٠٥ـ حدثني عليّ بن الحسين، قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن أبي سنان الشيباني، عن ثابت، عن الضحاك في قوله: وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: أهل الدنيا يجهزون الجسد، وأهل الاَخرة يجهزون الروح.

حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي سنان، عن الضحاك ، مثله.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الضحاك ، قال: اجتمع عليه أمران: الناس يجهّزون جسده، والملائكة يجهزون روحه.

٢٧٦٠٦ـ حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك ، قال: ساق الدنيا بساق الاَخرة.

٢٧٦٠٧ـ حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا جعفر بن عون، عن أبي جعفر، عن الربيع، مثله وزاد: ويقال: التفافهما عند الموت.

٢٧٦٠٨ـ حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا ابن يمان، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية قال: الدنيا والاَخرة.

٢٧٦٠٩ـ قال: ثنا ابن يمان، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، قال: أمر الدنيا بأمر الاَخرة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: أمر الدنيا بأمر الاَخرة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة والْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: الشدّة بالشدّة، ساق الدنيا بساق الاَخرة.

٢٧٦١٠ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سألت إسماعيل بن أبي خالد، فقال: عمل الدنيا بعمل الاَخرة.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سلمة، عن الضحاك ، قال: هما الدنيا والاَخرة.

٢٧٦١١ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: العلماء يقولون فيه قولين: منهم من يقول: ساق الاَخرة بساق الدنيا. وقال آخرون: قلّ ميت يموت إلا التفّت إحدى ساقيه بالأخرى. قال ابن زيد: غير أنّا لا نشكّ أنها ساق الاَخرة، وقرأ: إلى رَبّك يَوْمَئِذٍ المَساقُ قال: لما التفّت الاَخرة بالدنيا، كان المساق إلى اللّه ، قال: وهو أكثر قول من يقول ذلك.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: التفّت ساقا الميت إذا لفتا في الكفن. ذكر من قال ذلك:

٢٧٦١٢ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن يمان، قال: حدثنا بشير بن المهاجر، عن الحسن، في قوله: والْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: لفّهما في الكفن.

حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا وكيع وابن اليمان، عن بشير بن المهاجر، عن الحسن، قال: هما ساقاك إذا لفّتا في الكفن.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع عن بشير بن المهاجر، عن الحسن، مثله.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: التفاف ساقي الميت عند الموت. ذكر من قال ذلك:

٢٧٦١٣ـ حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا داود، عن عامر وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: ساقا الميت.

حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب وعبد الأعلى، قالا: حدثنا داود، عن عامر، قال: التفّتْ ساقاه عند الموت.

٢٧٦١٤ـ حدثنا ابن المثنى، قال: ثني ابن أبي عديّ، عن داود، عن الشعبيّ، مثله.

حدثني إسحاق بن شاهين، قال: حدثنا خالد، عن داود، عن عامر، بنحوه.

٢٧٦١٥ـ حدثنا أبو كريب وأبو هشام قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن حصين عن أبي مالك وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: عند الموت.

حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا عبيد اللّه ، عن إسرائيل، عن السديّ، عن أبي مالك، قال: التفّت ساقاك عند الموت.

٢٧٦١٦ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ: لفّهما أمر اللّه .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر قال: قال الحسن: ساقا ابن آدم عند الموت.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل السديّ، عن أبي مالك وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: هما ساقاه إذا ضمت إحداهما بالأخرى.

٢٧٦١٧ـ حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال قتادة : أما رأيته إذا ضرب برجله رجله الأخرى.

٢٧٦١٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ: ماتت رجلاه فلا يحملانه إلى شيء، فقد كان عليهما جوّالاً.

حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن السديّ، عن أبي مالك وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: ساقاه عند الموت.

وقال آخرون: عُنِيَ بذلك يبسهما عند الموت. ذكر من قال ذلك:

٢٧٦١٩ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن السديّ، عن أبي مالك وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: يبسهما عند الموت.

٢٧٦٢٠ـ حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن السديّ، مثله.

وقال آخرون: معنى ذلك: والتفّ أمر بأمر. ذكر من قال ذلك:

٢٧٦٢١ـ حدثنا أبو كريب وأبو هشام قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا ابن أبي خالد، عن أبي عيسى وَالْتَفّتِ السّاقُ بالسّاقِ قال: الأمر بالأمر.

وقال آخرون: بل عنى بذلك: والتفّ بلاء ببلاء. ذكر من قال ذلك:

٢٧٦٢٢ـ حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا عبيد اللّه ، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، قال: بلاء ببلاء.

وأولى الأقوال في ذلك بالصحة عندي قول من قال: معنى ذلك: والتفّت ساق الدنيا بساق الاَخرة، وذلك شدّة كرب الموت بشدّة هول المطلع والذي يدّل على أن ذلك تأويله

﴿ ٢٩