٣

و قوله: والنّاشِرَاتِ نَشْرا اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: عُني بالناشرات نَشْرا: الريح. ذكر من قال ذلك:

٢٧٧٦٣ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا المحاربي، عن المسعودي، عن سَلَمَة بن كهيل، عن أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود عن النّاشِرَاتِ نَشْرا قال: الريح.

حدثنا خلاد بن أسلم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا المسعودي، عن سَلَمة بن كهيل، عن أبي العُبيدين، عن ابن مسعود، مثله.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم، عن أبي العُبيدين، قال: سألت عبد اللّه بن مسعود، فذكر مثله.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سَلَمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن أبي العُبيدين، قال: سألت عبد اللّه ، فذكر مثله.

٢٧٧٦٤ـ قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد والنّاشِرَاتِ نَشْرا قال: الريح.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

٢٧٧٦٥ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، قال: حدثنا أبي، عن شعبة، عن إسماعيل السديّ، عن أبي صالح صاحب الكلبي، في قوله: والنّاشِرَاتِ نَشْرا قال: هي الرياح.

٢٧٧٦٦ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة والنّاشِرَاتِ نَشْرا قال: الرياح.

وقال آخرون: هي المطر. ذكر من قال ذلك:

٢٧٧٦٧ـ حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: حدثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل، قال: سألت أبا صالح، عن قوله والنّاشِرَاتِ نَشْرا: قال المطر.

حدثنا أبو كريبٍ، قال: حدثنا جابر بن نوح، عن إسماعيل، عن أبي صالح والنّاشِرَاتِ نَشْرا قال: هي المطر.

قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن أبي صالح، مثله.

وقال آخرون: بل هي الملائكة التي تنشُر الكتب. ذكر من قال ذلك:

٢٧٧٦٨ـ حدثنا أحمد بن هشام، قال: حدثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السديّ، عن أبي صالح والنّاشِرَاتِ نَشْرا قال: الملائكة تنشُر الكتب.

وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال: إن اللّه تعالى ذكره أقسم بالناشرات نشرا، ولم يَخْصُص شيئا من ذلك دون شيء، فالريح تنشر السحاب، والمطر ينشر الأرض، والملائكة تنشر الكتب، ولا دلالة من وجه يجب التسليم له على أن المراد من ذلك بعض دون بعض، فذلك على كل ما كان ناشرا.

﴿ ٣