٤

و قوله: فالْفارِقاتِ فَرْقا اختلف أهل التأويل في معناه، فقال بعضهم: عُنِي بذلك: الملائكة التي تفرق بين الحقّ والباطل. ذكر من قال ذلك:

٢٧٧٦٩ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا جابر بن نوح، عن إسماعيل، عن أبي صالح فالْفارِقاتِ فَرْقا قال: الملائكة.

قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن أبي صالح فالْفارِقاتِ فَرْقا قال: الملائكة.

٢٧٧٧٠ـ قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، مثله.

٢٧٧٧١ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس فالْفارِقاتِ فَرْقا قال: الملائكة.

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك القرآن. ذكر من قال ذلك:

٢٧٧٧٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فالْفارِقاتِ فَرْقا يعني القرآن ما فرق اللّه فيه بين الحقّ والباطل.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: أقسم ربنا جل ثناؤه بالفارقات، وهي الفاصلات بين الحقّ والباطل، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضا دون بعض، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل، مَلَكا كان أو قرآنا، أو غير ذلك.

﴿ ٤