٢و قوله: والنّاشِطاتِ نَشْطا اختلف أهل التأويل أيضا فيهنّ، وما هنّ، وما الذي يَنْشِط، فقال بعضهم: هم الملائكة، تَنْشِط نفس المؤمن فتقبضها، كما يُنْشَط العِقال من البعير إذا حُلّ عنه. ذكر من قال ذلك: ٢٧٩٦٩ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس : والنّاشِطاتِ نَشْطا قال: الملائكة. وكان الفرّاء يقول: الذي سمعت من العرب أن يقولوا: أنْشَطْت، وكأنما أُنْشط من عِقال، ورَبْطُها: نشطها، والرابط: الناشِط قال: وإذا ربطت الحبل في يد البعير فقد نَشَطته تَنْشِطهُ، وأنت ناشِط، وإذا حللته فقد أنشطته. وقال آخرون: النّاشِطاتِ نَشْطا هو الموت يَنْشِط نفسَ الإنسان. ذكر من قال ذلك: ٢٧٩٧٠ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد والنّاشِطاتِ نَشْطا قال: الموت. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، قال: حدثنا سفيان، عن عبد اللّه بن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. ٢٧٩٧١ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا شعبة عن السديّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس والنّاشِطاتِ نَشْطا قال: حين تَنْشِط نفسَه. ٢٧٩٧٢ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن السديّ والنّاشِطاتِ نَشْطا قال: نَشْطُها: حين تُنْشَط من القدمين. وقال آخرون: هي النجوم تَنْشِط من أفق إلى أفق. ذكر من قال ذلك: ٢٧٩٧٣ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، قوله: والنّاشِطاتِ نَشْطا قال: النجوم. حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة والنّاشِطاتِ نَشْطا قال: هنّ النجوم. وقال آخرون: هي الأوهاق. ذكر من قال ذلك: ٢٧٩٧٤ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن واصل بن السائب، عن عطاء والنّاشِطاتِ نَشْطا قال: الأوهاق. والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن اللّه جل ثناؤه أقسم بالناشطات نَشْطا، وهي التي تَنْشُط من موضع إلى موضع، فتذهب إليه، ولم يخصص اللّه بذلك شيئا دون شيء، بل عَمّ القَسَم بجميع الناشطات، والملائكة تَنْشُط من موضع إلى موضع، وكذلك الموت، وكذلك النجوم والأوهاق وبقر الوحش أيضا تَنْشُط، كما قال الطّرِمّاح: وَهَلْ بِحَلِيفِ الخَيْلِ مِمّنْ عَهِدْتُهُبِهِ غَيْرُ أُحْدانَ النّوَاشِطِ رُوْعُ يعني بالنواشط: بقر الوحش، لأنها تنشَط من بلدة إلى بلدة، كما قال رُؤْبة بن العجّاج: تَنَشّطَتْه كُلّ مِغْلاةِ الّوَهَقْ والهموم تَنْشُط صاحبها، كما قال هِمْيان بن قُحافة: أمْستْ هُمُومي تَنْشِطُ المَناشِطَاالشّامَ بي طَوْرا وَطَوْرا وَاسِطَا فكلّ ناشط فداخل فيما أقسم به، إلا أن تقوم حجة يجب التسليم لها، بأن المعنيّ بالقسم من ذلك، بعض دون بعض. |
﴿ ٢ ﴾