٣و قوله: والسّابِحاتِ سَبْحا يقول تعالى ذكره: واللواتي تسبحُ سَبْحا. واختلف أهل التأويل في التي أقسم بها جل ثناؤه من السابحات، فقال بعضهم: هي الموت تسبح في نفس ابن آدم. ذكر من قال ذلك: ٢٧٩٧٥ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد والسّابِحاتِ سَبْحا قال: الموت، هكذا وجدته في كتابي وقد: حدثنا به ابن حميد، قال: حدثنا مهران، قال: حدثنا سفيان، عن عبد اللّه بن أبي نجيح، عن مجاهد والسّابِحاتِ سَبْحا قال: الملائكة، وهكذا وجدت هذا أيضا في كتابي. فإن يكن ما ذكرنا عن ابن حميد صحيحا، فإن مجاهدا كان يرى أن نزول الملائكة من السماء سباحة، كما يقال للفرس الجواد: إنه لسابح إذا مرّ يُسرع. وقال آخرون: هي النجوم تَسْبح في فلكها. ذكر من قال ذلك: ٢٧٩٧٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة والسّابِحاتِ سَبْحا قال: هي النجوم. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، مثله. وقال آخرون: هي السّفُن. ذكر من قال ذلك: ٢٧٩٧٧ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن واصل بن السائب، عن عطاء والسّابِحاتِ سَبْحا قال: السفن. والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن اللّه جل ثناؤه أقسم بالسابحات سَبْحا من خلقه، ولم يخصص من ذلك بعضا دون بعض، فذلك كل سابح، لما وصفنا قبلُ في (النازعات) . |
﴿ ٣ ﴾