٥

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ }.

اختلف أهل التأويل في معنى قوله: وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ فقال بعضهم: معنى ذلك: ماتت. ذكر من قال ذلك:

٢٨١٧٢ـ حدثني عليّ بن مسلم الطوسي، قال: حدثنا عباد بن العوّام، قال: أخبرنا حصين، عن عكرِمة، عن ابن عباس ، في قول اللّه : وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال: حَشْرُ البهائم: موتها، وحشر كل شيء: الموت، غير الجنّ والإنس، فإنهما يوقفان يوم القيامة.

٢٨١٧٣ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خيثم وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال: أتى عليها أمر اللّه ، قال سفيان، قال أبي، فذكرته لعكرِمة، فقال: قال ابن عباس : حَشْرُها: موتها.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خيثم، بنحوه.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وإذا الوُحوش اختلطت. ذكر من قال ذلك:

٢٨١٧٤ـ حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس عن أبي العالية، قال: ثني أُبيّ بن كعب وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال: اختلطت.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: جُمعت. ذكر من قال ذلك:

٢٨١٧٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ إن هذه الخلائق موافية يوم القيامة، فيقضي اللّه فيها ما يشاء.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى حشرت: جمعت، فأميتت لأن المعروف في كلام العرب من معنى الحشر: الجمع ومنه قول اللّه والطّيْرَ مَحْشُورَةً يعني : مجموعة.

و قوله: فَحَشَرَ فَنادَى وإنما يحمل تأويل القرآن على الأغلب الظاهر من تأويله، لا على الأنكر المجهول.

﴿ ٥