تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة المطففينسورة المطففين مكيّة وآياتها ست وثلاثون بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَيْلٌ لّلْمُطَفّفِينَ }. يقول تعالى ذكره: الوادي الذي يسيل من صديد أهل جهنم في أسفلها للذين يُطَفّفون، يعني : للذين ينقصون الناس، ويَبْخَسونهم حقوقهم في مكاييلهم إذا كالوهم، أو موازينهم إذا وزنوا لهم عن الواجب لهم من الوفاء وأصل ذلك من الشيء الطفيف، وهو القليل النّزْر، والمطفّف: المقلّل حقّ صاحب الحقّ عما له من الوفاء والتمام في كيل أو وزن ومنه قيل للقوم الذين يكونون سواء في حسبة أو عدد: هم سواء كطَفّ الصاع، يعني بذلك: كقرب الممتلىء منه ناقص عن الملء. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٨٢٨٨ـ حدثني أبو السائب، قال: حدثنا ابن فضيل، عن ضِرار، عن عبد اللّه ، قال: قال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، إن أهل المدينة لَيوفون الكيل، قال: وما يمنعهم من أن يوفوا الكيل، وقد قال اللّه : وَيْلٌ للْمُطَفّفِينَ حتى بلغ: يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ. ٢٨٢٨٩ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا الحسين بن واقد، عن يزيد، عن عكرِمة، عن ابن عباس ، قال: لما قَدم النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً، فأنزل اللّه : وَيْلٌ لِلْمُطَفّفِينَ فأحسنوا الكيل. ٢٨٢٩٠ـ حدثني محمد بن خالد بن خداش، قال: حدثنا سلم بن قتيبة، عن قسام الصيرفي، عن عكرِمة قال: أشهد أن كلّ كيال ووزّان في النار، فقيل له في ذلك، فقال: إنه ليس منهم أحد يزن كما يتزن، ولا يكيل كما يكتال، وقد قال اللّه : وَيْلٌ لِلْمُطَفّفِينَ. |
﴿ ١ ﴾