١٤و قوله: إنّهُ ظَنّ أنْ لَنْ يَحُورَ يقول تعالى ذكره: إن هذا الذي أُوتي كتابه وراء ظهره يوم القيامة، ظنّ في الدنيا أن لن يرجع إلينا، ولن يُبعث بعد مماته، فلم يكن يبالي ما ركب من المآثم، لأنه لم يكن يرجو ثوابا، ولم يكن يخشى عقابا يقال منه: حار فلان عن هذا الأمر: إذا رجع عنه، ومنه الخبر الذي رُوي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: (اللّه مّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الْحَوَرِ بَعْدَ الكَورِ) يعني بذلك: من الرجوع إلى الكفر، بعد الإيمان. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٨٤٠٤ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: إنّهُ ظَنّ أنْ لَنْ يَحُورَ يقول: يُبعث. ٢٨٤٠٥ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: إنّهُ ظَنّ أنْ لَنْ يَحُورَ بَلى قال: أن لا يرجع إلينا. ٢٨٤٠٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: إنّهُ ظَنّ أنْ لَنْ يَحُورَ: أن لا مَعادَ له ولا رجعة. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة أنْ لَنْ يَحُورَ قال: أن لن ينقلب: يقول: أن لن يبعث. ٢٨٤٠٧ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، ظَنّ أنْ لَنْ يَحُورَ قال: يرجع. ٢٨٤٠٨ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: أنْ لَنْ يَحُورَ قال: أن لن ينقلب. و قوله: بَلى يقول تعالى ذكره: بلى لَيَحُورَنّ ولَيَرْجِعَنّ إلى ربه حيا، كما كان قبل مماته. |
﴿ ١٤ ﴾