١٦القول فـي تأويـل قوله تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالشّفَقِ}. وهذا قَسَم أقسم ربنا بالشفق، والشفق: الحمرة في الأفق من ناحية المغرب من الشمس في قول بعضهم. واختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم: هو الحمرة كما قلنا، وممن قال ذلك جماعة من أهل العراق. وقال آخرون: هو النهار. ذكر من قال ذلك: ٢٨٤٠٩ـ حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسيّ، قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا العوّام بن حَوْشَب، قال: قلت لمجاهد: الشفق، قال: لا تقل الشفق، إنّ الشفق من الشمس، ولكن قل: حمرة الأفق. ٢٨٤١٠ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: الشّفق، قال: النهار كله. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد فَلا أُقْسِمُ بالشّفَقِ قال: النهار. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثله. وقال آخرون: الشفَق: هو اسم للحمرة والبياض، وقالوا: هو من الأضداد. والصواب من القول في ذلك عندي: أن يقال: إن اللّه أقسم بالنهار مدبرا، والليل مقبلاً. وأما الشفَق الذي تحُلّ به صلاة العشاء، فإنه للحمرة عندنا، للعلة التي قد بيّنّاها في كتابنا كتاب الصلاة. |
﴿ ١٦ ﴾