تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة الغاشيةسورة الغاشية مكية وآياتها ست وعشرون بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١القول فـي تأويـل قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}. يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : هَلْ أتاكَ يا محمد حَدِيثُ الْغاشِيَةُ يعني : قصتها وخبرها. واختلف أهل التأويل في معنى الغاشية، فقال بعضهم: هي القيامة تغشى الناس بالأهوال. ذكر من قال ذلك: ٢٨٦٠٤ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس الْغاشِيَةُ من أسماء يوم القيامة، عظّمه اللّه ، وحذّره عباده. ٢٨٦٠٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ قال: الغاشية: الساعة. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، في قوله: هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ قال: الساعة. وقال آخرون: بل الغاشية: النار تغشَى وجوه الكَفَرة. ذكر من قال ذلك: ٢٨٦٠٦ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن يمان، عن أشعث، عن سعيد، في قوله: هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ قال: غاشية النار. ... والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن اللّه قال لنبيه صلى اللّه عليه وسلم : هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ولم يخبرنا أنه عنى غاشية القيامة، ولاأنه عنى غاشية النار، وكلتاهما غاشية، هذه تغشى الناس بالبلاء والأهوال والكروب، وهذه تغشى الكفار باللفْح في الوجوه، والشّواظ والنّحاس، فلا قول في ذلك أصحّ من أن يقال كما قال جلّ ثناؤه، ويعمّ الخبر بذلك كما عمه. |
﴿ ١ ﴾