٣

اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: العمل في ليلة القدر بما يرضي اللّه ، خير من العمل في غيرها ألفَ شهر. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٢٧ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، قال: بلغني عن مجاهد لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ قال: عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر.

٢٩١٢٨ـ قال: ثنا الحكم بن بشير، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي، قوله: خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ قال: عملٌ فيها خير من عمل ألف شهر.

وقال آخرون: معنى ذلك أن ليلة القدر خير من ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٢٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ ليس فيها ليلة القدر.

وقال آخرون في ذلك ما:

٢٩١٣٠ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حَكّام بن سلم، عن المُثَنّى بن الصّبّاح، عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدوّ بالنهار حتي يُمْسي، ففعل ذلك ألف شهر، فأنزل اللّه هذه الاَية: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ قيام تلك الليلة خير من عمر ذلك الرجل.

وقال آخرون في ذلك ما:

٢٩١٣١ـ حدثني أبو الخطاب الجاروديّ سُهيل، قال: حدثنا سَلْم بن قُتيبة، قال: حدثنا القاسم بن الفضل، عن عيسى بن مازن، قال: قلت للحسن بن عليّ رضي اللّه عنه: يا مسوّد وجوه المؤمنين، عمدت إلى هذا الرجل، فبايعت له، يعني معاوية بن أبي سفيان فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أُرِي في منامه بني أميّة يَعْلُون منبره خليفة خليفة، فشقّ ذلك عليه، فأنزل اللّه : إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ و إنّا أنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أدْرَاكَ ما لَيْلَةُ الْقَدرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ يعني مُلْكَ بني أمية قال القاسم: فحسبنا مُلْكَ بني أمية، فإذا هو ألف شهر.

وأشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزليل قول من قال: عمل في ليلة القَدْر خير من عمل ألف شهر، ليس فيها ليلة القَدْر. وأما الأقوال الأخر، فدعاوَى معانٍ باطلة، لا دلالة عليها من خبر ولا عقل، ولا هي موجودة في التنزيل.

﴿ ٣