٢وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال: معنى ذلك: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين مفترقين في أمر محمد، حتى تأتيهم البيّنة، وهي إرسال اللّه إياه رسولاً إلى خلقه، رسول من اللّه . و قوله: مُنْفَكّينَ في هذا الموضع عندي من انفكاك الشيئين أحدهما من الاَخر، ولذلك صَلُح بغير خبر ولو كان بمعنى ما زال، احتاج إلى خبر يكون تماما له، واستؤنف قوله رَسُولٌ مِنَ اللّه وهي نكرة على البيّنة، وهي معرفة، كما قيل: ذُو الْعَرْشِ المَجِيدُ فَعّالٌ فقال: حتى يأتيهم بيان أمر محمد أنه رسول اللّه ، ببعثه اللّه إياه إليهم، ثم ترجم عن البيّنة، فقال: تلك البينة رَسُولٌ مِنَ اللّه يَتْلُو صُحُفا مُطَهّرَةً يقول: يقرأ صحفا مطهرة من الباطل فِيها كُتُبٌ قَيّمَةٌ |
﴿ ٢ ﴾