تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآن

للإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

إمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)

_________________________________

سورة العاديات

سورة العاديات مكية وآياتها إحدى عشرة

بسم اللّه الرحمَن الرحيم

١

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}.

اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: وَالْعادِياتِ ضَبْحا فقال بعضهم: عُنِي بالعاديات ضَبْحا: الخيل التي تعدوها، وهي تحمحم. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٧٠ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، في قوله وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: الخيل، وزعم غير ابن عباس أنها الإبل.

٢٩١٧١ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول اللّه : وَالْعَادِياتِ ضَبْحا قال ابن عباس : هو في القتال.

٢٩١٧٢ـ حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرِمة في قوله: وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال الخيل.

٢٩١٧٣ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، قال: أخبرنا أبو رجاء، قال: سُئل عكرِمة، عن قوله: وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: ألم تر إلى الفرس إذا جرى كيف يَضْبَح.

٢٩١٧٤ـ حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جرَيج، عن عطاء، قال: ليس شيء من الدوابّ يضبح غير الكلب والفرس.

٢٩١٧٥ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله اللّه : وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: الخيل تَضْبَح.

٢٩١٧٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: هي الخيل، عَدَتْ حَتى ضَبَحَتْ.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: هي الخيل تعدو حتى تَضْبَح.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن سعيد، عن قتادة مثل حديث بشر، عن يزيد.

٢٩١٧٧ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سعيد، قال: سمعت سالما يقرأ: وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: هي الخيل عدت ضبحا.

٢٩١٧٨ـ قال: ثنا وكيع، عن واصل، عن عطاء وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: الخيل.

٢٩١٧٩ـ قال: ثنا وكيع، عن سفيان بن عيينة عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس ، قال: ما ضبحت دابة قطّ إلا كلب أو فرس.

٢٩١٨٠ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: هي الخيل.

حدثني سعيد بن الربيع الرازيّ. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس ، قال: هي الخيل.

وقال آخرون: هي الإبل. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٨١ـ حدثني أبو السائب. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد اللّه وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: هي الإبل.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد اللّه ، مثله.

حدثني عيسى بن عثمان الرمليّ، قال: ثني عمي يحيى بن عيسى الرمليّ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد اللّه ، مثله.

حدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا جرير، عن مُغيرة، عن إبراهيم، عن عبد اللّه وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: هي الإبل إذا ضبحت تنفّست.

٢٩١٨٢ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا أبو صخر، عن أبي معاوية البَجَليّ، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس ، حدثه قال: بينما أنا في الحِجْر جالس، أتاني رجل يسأل عن الْعادِياتِ ضَبْحا فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل اللّه ، ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم، ويورون نارهم. فانفتل عني، فذهب إلى عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن الْعادِياتِ ضَبْحا فقال: سألت عنها أحدا قبلي؟ قال: نعم، سألت عنها ابن عباس ، فقال: الخيل حين تغير في سبيل اللّه ، قال: اذهب فادعه لي فلما وقفت على رأسه قال: تُفتي الناس بما لا علم لك به، واللّه لكانت أوّل غزوة في الإسلام لِبدر، وما كان معنا إلا فرسان: فَرَس للزّبَير، وفرس للمقداد، فكيف تكون العادياتِ ضبحا إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى مزدلفة إلى منى قال ابن عباس : فنزعت عن قولي، ورجعت إلى الذي قال عليّ رضي اللّه عنه.

٢٩١٨٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مِهْران، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم وَالْعَادِياتِ ضَبْحا قال: الإبل.

٢٩١٨٤ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول اللّه : وَالْعَادِياتِ ضَبْحا قال: قال ابن مسعود: هو في الحجّ.

٢٩١٨٥ـ حدثنا سعيد بن الربيع الرازيّ، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، قال: هي الإبل، يعني وَالْعادِياتِ ضَبْحا.

حدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم وَالْعادِياتِ ضَبْحا قال: قال ابن مسعود: هي الإبل.

وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب: قول من قال: عني بالعاديات: الخيل، وذلك أن الإبل لا تضْبَح، وإنما تضبح الخيل، وقد أخبر اللّه تعالى أنها تعدو ضَبْحا، والضّبْح: هو ما قد ذكرنا قبل. وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٩١٨٦ـ حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، قال: قال عليّ رضي اللّه عنه: الضبح من الخيل: الحَمْحَمة، ومن الإبل: النفس.

٢٩١٨٧ـ قال: ثنا سفيان، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، قال: سمعت ابن عباس يصف الضبح: أَحْ أَحْ.

﴿ ١