تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة الماعونسورة الماعون مكية وآياتها سبع بسم اللّه الرحمَن الرحيم ١القول فـي تأويـل قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ}. يعني تعالى ذكره ب قوله: أرأَيْتَ الّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ أرأيت يا محمد الذي يكذّب بثواب اللّه وعقابه، فلا يطيعه في أمره ونهيه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٩٣٨٢ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، في قوله: أرأَيْتَ الّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ قال: الذي يكذّب بحكم اللّه عزّ وجلّ. ٢٩٣٨٣ـ حدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن جُرَيج يُكَذّبُ بِالدّينِ قال: بالحساب. وذُكر أن ذلك في قراءة عبد اللّه : (أرأَيْتَ الّذِي يُكَذّبُ الدّينَ) فالباء في قراءته صلة، دخولها في الكلام وخروجها واحد. ٢و قوله: فَذِلَكَ الّذِي يَدُعّ الْيَتِيمَ يقول: فهذا الذي يكذّب بالدين، هو الذي يدفع اليتيم عن حقه، ويظلمه. يقال منه: دَعَعْت فلانا عن حقه، فأنا أدعّه دعّا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٩٣٨٤ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، فَذِلكَ الّذِي يَدُعّ الْيَتِيمَ قال: يدفع حق اليتيم. ٢٩٣٨٥ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول اللّه : يَدُعّ الْيَتِيمَ قال: يدفع اليتيم فلا يُطعمه. ٢٩٣٨٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فَذَلِكَ الّذِي يَدُعّ الْيَتِيمَ: أي يَقْهَره ويظلمه. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة يَدُعّ الْيَتِيمَ قال: يقهره ويظلمه. ٢٩٣٨٧ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: يَدُعّ الْيَتِيمَ قال: يقهره. ٢٩٣٨٨ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان في قوله: يَدُعّ الْيَتِيمَ قال: يدفعه. ٣و قوله: وَلا يَحُضّ على طَعامِ المِسْكِينِ يقول تعالى ذكره: ولا يحثّ غيره على إطعام المحتاج من الطعام. ٤و قوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلّينَ الّذِين هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ يقول تعالى ذكره: فالوادي الذي يسيل من صديد أهل جهنم للمنافقين الذين يصلون، لا يريدون اللّه عزّ وجلّ بصلاتهم، و ٥هم في صلاتهم ساهون إذا صلوها. واختلف أهل التأويل في معنى قوله: عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ فقال بعضهم: عُنِي بذلك أنهم يؤخّرونها عن وقتها، فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها. ذكر من قال ذلك: ٢٩٣٨٩ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا سكن بن نافع الباهلي، قال: حدثنا شعبة، عن خلف بن حَوْشَبِ، عن طلحة بن مُصَرّف، عن مصعب بن سعد، قال: قلت لأبي، أرأيت قول اللّه عزّ وجلّ: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ: أيه تركها؟ قال: لا، ولكن تأخيرها عن وقتها. حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلَية، عن هشام الدّسْتَوائي، قال: حدثنا عاصم بن بهدلة. عن مصعب بن سعد، قال: قلت لسعد: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ: أهو ما يحدّث به أحدنا نفسه في صلاته؟ قال: لا، ولكن السهو أن يؤخّرها عن وقتها. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن مصعب بن سعد الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: السهو: الترك عن الوقت. ٢٩٣٩٠ـ حدثنا عمرو بن عليّ، قال: حدثنا عمران بن تمام البُنَانيّ، قال: حدثنا أبو جمرة الضّبَعِيّ نصر بن عمران، عن ابن عباس ، في قوله: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: الذين يؤخّرونها عن وقتها. ٢٩٣٩١ـ وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن ابن أبزى: فويل للمصلين الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: الذين يُؤّخرون الصلاة المكتوبة، حتى تخرج من الوقت أو عن وقتها. ٢٩٣٩٢ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: الترك لوقتها. حدثني أبو السائب، قال: ثني أبو معاوية، عن الأَعمش، عن مسلم، عن مسروق، في قوله: الّذِينَ هُم عَنْ صْلاتِهِمْ ساهُونَ قال: تضييع مِيقاتها. ٢٩٣٩٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: ترك المكتوبة لوقتها. ٢٩٣٩٤ـ حدثنا ابن البرقي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: أخبرني ابن زَحْر، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الذين يضيعونها عن وقتها. وقال آخرون: بل عُني بذلك أنهم يتركونها فلا يصلونها. ذكر من قال ذلك: ٢٩٣٩٥ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلّينَ الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ فهم المنافقون كانوا يراؤون الناس بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا، ويمنعونهم العارية بغضا لهم، وهو الماعون. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس : الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: هم المنافقون يتركون الصلاة في السرّ، ويصلون في العلانية. ٢٩٣٩٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: الترك لها. وقال آخرون: بل عُني بذلك أنهم يتهاونون بها، ويتغافلون عنها ويَلْهُونَ. ذكر من قال ذلك: ٢٩٣٩٧ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: لاهون. ٢٩٣٩٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ: غافلون. ٢٩٣٩٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: ساهٍ عنها، لا يبالي صلّى أم لم يصلّ. ٢٩٤٠٠ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ يصلون، وليست الصلاة من شأنهم. ٢٩٤٠١ـ حدثني أبو السائب، قال: حدثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، في قوله: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: يتهاونون. وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب ب قوله: ساهُونَ: لاهون يتغافلون عنها وفي اللّه و عنها والتشاغل بغيرها، تضييعها أحيانا، وتضييع وقتها أخرى. وإذا كان ذلك كذلك صحّ بذلك قول من قال: عُنِي بذلك ترك وقتها، وقول من قال: عُنِي به تركها، لما ذكرت من أن في السهو عنها المعاني التي ذكرت. وقد رُوي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بذلك خبران يؤيدان صحة ما قلنا في ذلك: أحدهما ما: ٢٩٤٠٢ـ حدثني به زكريا بن أبان المصريّ، قال: حدثنا عمرو بن طارق، قال: حدثنا عكرِمة بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الملك بن عُمَير، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص، قال: سألت النبي صلى اللّه عليه وسلم ، عن الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: (هم الذين يؤخّرون الصلاة عن وقتها) . والاَخر منهما ما: ٢٩٤٠٣ـ حدثني به أبو كُرَيب، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن شبيان النحويّ، عن جابر الجُعْفِيّ، قال: ثني رجل، عن أبي بَرْزة الأسلميّ، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، لما نزلت هذه الاَية: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ: (اللّه أكبرُ هذه خيرٌ لكم من أن لو أُعطيَ كلّ رجل منكم مثلَ جميع الدنيا هو الذي إن صلى لم يرجُ خير صلاته، وإن تركها لم يخف ربه) . ٢٩٤٠٤ـ حدثني أبو عبد الرحيم البرقي، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت عمر بن سليمان يحدّث عن عطاء بن دينار أنه قال: الحمد للّه الذي قال: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ. وكلا المعنيين اللذين ذكرت في الخبرين اللذين روينا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم محتمل عن معنى السهو عن الصلاة. ٦و قوله: الّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ يقول: الذين هم يراؤون الناس بصلاتهم إذا صَلّوْا، لأنهم لا يصلّون رغبةً في ثواب، ولا رهبةً من عقاب، وإنما يصلونها ليراهم المؤمنون فيظنونهم منهم، فيكفون عن سفك دمائهم، وَسبْي ذراريهم، وهم المنافقون الذين كانوا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، يستبطنون الكفر، ويُظهرون الإسلامَ، كذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٩٤٠٥ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عامر ومؤمل، قالا: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: هم المنافقون. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مِهْران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. ٢٩٤٠٦ـ حدثني يونس، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام في قوله: يُرَاءُونَ وَيمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: يراؤون بصلاتهم. ٢٩٤٠٧ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ يعني المنافقين. ٢٩٤٠٨ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قال: هم المنافقون كانوا يراؤون الناس بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا. ٢٩٤٠٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني ابن زيد: ويصلون، وليس الصلاة من شأنهم رياء. ٧و قوله: وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ يقول: ويمنعون الناس منافع ما عندهم وأصل الماعون من كلّ شيء منفعته يقال للماء الذي ينزل من السحاب: ماعون ومنه قول أعشى بني ثعلبة. بأَجْوَدَ مِنْهُ بِمَاعُونِهِإذَا ما سَماؤُهُمُ لَمْ تَغِمْ وقال آخر يصف سحابا: يَمُجّ صَبِيرُهُ المَاعُونَ صَبّا وقال عَبيد الراعي: قَوْمٌ على الإسْلامِ لَمّا يَمْنَعواما عُونَهُمْ وَيُضَيّعوا التّهْليلا يعني بالماعون: الطاعة والزكاة. واختلف أهل التأويل في الذي عُنِي به من معاني الماعون في هذا الموضع، فقال بعضهم: عُنِيَ به الزكاة المفروضة. ذكر من قال ذلك: ٢٩٤١٠ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قال عليّ رضي اللّه عنه، في قوله: وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: الزكاة. حدثني ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد اللّه بن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قال عليّ رضي اللّه عنه: المَاعُونَ: الزكاة. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سفيان وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن السديّ، عن أبي صالح، عن عليّ رضي اللّه عنه قال: المَاعُونَ: الزكاة. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عليّ رضي اللّه عنه وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: يمنعون زكاة أموالهم. حدثني محمد بن عمارة وأحمد بن هشام قالا: حدثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن السديّ عن أبي صالح، عن عليّ رضي اللّه عنه وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: الزكاة. ٢٩٤١١ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: المَاعُونَ قال: الزكاة. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عليّ، مثله. حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، أن عليا رضي اللّه عنه كان يقول المَاعُونَ: الصدقة المفروضة. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وَيَمنَعُونَ المَاعُونَ أن عليا رضي اللّه عنه قال: هي الزكاة. ٢٩٤١٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: المَاعُونَ: الزكاة. ٢٩٤١٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي المُغيرة، قال: سأل رجل ابن عمر عن الماعون، قال: هو المال الذي لا يؤدّى حقه قال: قلت: إن ابن أمّ عبد يقول: هو المتاع الذي يتعاطاه الناس بينهم، قال: هو ما أقول لك. حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة، قال: سمعت أبا المُغيرة قال: سألت ابن عمر، عن الماعون، فقال: هو منع الحقّ. ٢٩٤١٤ـ حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: أخبرنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل، عن سلمة بن كهيل، قال: سُئل ابن عمر عن الماعون، فقال: هو الذي يُسأل حقّ ماله ويمنعه، فقال: إن ابن مسعود يقول: هو القدر والدلو والفأس، قال: هو ما أقول لكم. حدثني هارون بن إدريس الأصمّ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن خالد، عن سلمة بن كهيل، أن ابن عمر سُئل عن قول اللّه : وَيمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: الذي يُسأل مال اللّه فيمنعه، فقال الذي سأله، فإن ابن مسعود يقول: هو الفأس والقدر، قال ابن عمر: هو ما أقول لك. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن إسماعيل بن خالد، عن سلمة بن كهيل، قال: سأل رجل ابن عمر عن الماعون، فذكر مثله. حدثني سليمان بن محمد بن معدي كرب الرّعَيني، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثنا شعبة، قال: ثني سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا المغيرة: رجلاً من بني أسد، قال: سألت عبد اللّه بن عمر عن الماعون، قال: هو منع الحقّ، قلت: إن ابن مسعودٍ قال: هو منع الفأس والدلو قال: هو منع الحقّ. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي المغيرة، عن ابن عمر قال: هي الزكاة. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن السّديّ، عن أبي صالح، عن عليّ، مثله. ٢٩٤١٥ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا جابر بن زيد بن رفاعة، عن حسان بن مخارق، عن سعيد بن جُبير، قال: المَاعُونَ: الزكاة. ٢٩٤١٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة والحسن: الماعون: الزكاة المفروضة. ٢٩٤١٧ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل، عن أبي عمر، عن ابن الحنفية رضي اللّه عنه قال: هي الزكاة. ٢٩٤١٨ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: الزكاة. ٢٩٤١٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: هم المنافقون يمنعون زكاة أموالهم. ٢٩٤٢٠ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قال: المَاعُونَ: الزكاة المفروضة. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن سعيد، عن قتادة ، مثله. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا محمد بن عقبة، قال: سمعت الحسن يقول: وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: منعوا صدقات أموالهم، فعاب اللّه عليهم. ٢٩٤٢١ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن مبارك، عن الحسن الّذِينَ هُمْ يُراءُونَ وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: هو المنافق الذي يمنع زكاة ماله، فإن صلى رأى، وإن فاتته لم يَأس عليها. ٢٩٤٢٢ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سلمة، عن الضحاك ، قال: هي الزكاة. وقال آخرون: هو ما يتعاوَرُهُ النّاس بينهم من مثل الدّلو والقِدر ونحو ذلك. ذكر من قال ذلك: ٢٩٤٢٣ـ حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدثنا ابن أبي إدريس، عن الأعمش، عن الحكم بن يحيى بن الجزار، عن أبي العبيدين، أنه قال لعبد اللّه : أخبرني عن الماعون؟ قال: هو ما يتعاوره الناس بينهم. ٢٩٤٢٤ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت يحيى بن الجزار يحدّث عن أبي العبيدين: رجل من بني تميم ضرير البصر، وكان يسأل عبد اللّه بن مسعود، وكان ابن مسعود يعرف له، فسأل عبد اللّه عن الماعون، فقال عبد اللّه : إن من الماعون منع الفأس والقدر والدلو، خصلتان من هؤلاء الثلاث قال شعبة: الفأس ليس فيه شكّ. حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، عن أبي العبيدين، عن عبد اللّه ، مثله. حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عليَة، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، أن أبا العبيدين: رجلا من بني تميم، كان ضرير البصر، سأل ابن مسعود عن الماعون، فقال: هو منع الفأس والدلو، أو قال: منع الفأس والقدر. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، أن أبا العبيدين سأل ابن مسعود، عن الماعون، قال: هو ما يتعاوره الناس بينهم، الفأس والقدر والدلو. حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا أبو الجوّاب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن أبي العبيدين، عن عبد اللّه ، كنا أصحاب محمد نحدّث أن الماعون: القدر والفأس والدلو. قال أبو بكر: قال أبو الجوّاب، وخالفه زهير بن معاوية فيما: حدثنا به الحسن الأشيب، قال: حدثنا زُهَير، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن حارثة، عن أبي العبيدين، حدثني محمد بن عبيد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن حارثة، عن أبي العبيدين وسعيد بن عياض، عن عبد اللّه ، قال: كنا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم نتحدّث أن الماعون: الدلو والفأس والقدر، لا يستغنى عنهنّ. حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن ابن أبي إسحاق، عن سعد بن عياض قال أبو موسى: هكذا قال غُنْدَر عن أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قالوا: إن من الماعون: الفأس والدلو والقدر. ٢٩٤٢٥ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن عياض، يحدّث عن أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم بمثله. قال: ثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت سعد بن عياض، يحدّث عن أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ، مثله. حدثنا خلاد، قال: أخبرنا النضر، قال: أخبرنا إسرائيل، قال: أخبرنا أبو إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن أبي العبيدين، قال: قال عبد اللّه : الماعون: القدر والفأس والدلو. حدثنا خلاد، قال: أخبرنا النضر، قال: أخبرنا المسعوديّ، قال: أخبرنا سلمة بن كهيل، عن أبي العبيدين، وكانت به زمانة، وكان عبد اللّه يعرف له ذلك، فقال: يا أبا عبد الرحمن ما الماعون؟ قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والقدر والدلو وأشباه ذلك. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم، عن أبي العبيدين، أنه سأل ابن مسعود، عن الماعون، فقال: ما يتعاطاه الناس بينهم. قال: ثنا مهران، عن الحسن وسلم ة بن كهيل، عن أبي العبيدين، عن ابن مسعود، قال: الفأس والدلو والقدر وأشباهه. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربيّ، عن المسعوديّ، عن سلمة بن كهيل، عن أبي العبيدين، أنه سأل ابن مسعود، عن قوله: وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ فذكر نحوه. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن ابن مسعود، قال: الفأس والقدر والدلو. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيميّ، عن الحارث بن سويد، عن عبد اللّه قال: المَاعُونَ منع الفأس والقدر والدلو. حدثنا أبو السائب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الحرث بن سويد، عن عبد اللّه ، أنه سُئل عن الماعون، قال: ما يتعاوره الناس بينهم: الفأس والدلو وشبهه. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن مالك بن الحرث، عن ابن مسعود، قال: الدلو والفأس والقدر. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن عياض، عن أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: الماعون: الفأس والقدر والدلو. حدثني أبو السائب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: سُئل عبد اللّه عن الماعون، قال: ما يتعاوره الناس بينهم، الفأس والقدر والدلو وشبهه. ٢٩٤٢٦ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم أنه قال: هو عارية الناس: الفأس والقدر والدلو ونحو ذلك، يعني الماعون. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد اللّه ، بمثله. ٢٩٤٢٧ـ قال: ثنا وكيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس مثله، قال: الفأس والدلو. ٢٩٤٢٨ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت الأسديّ، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: المَاعُونَ: العارية. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس ، قال: هو العارية. ٢٩٤٢٩ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس ، مثله. ٢٩٤٣٠ـ حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس ، في قوله: الماعُونَ قال: متاع البيت. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا إسماعيل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، أراه عن ابن عباس (شكّ أبو كُرَيب) وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: المتاع. حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن عُلَية، قال: أخبرنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قال ابن عباس هو متاع البيت. حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قال: يمنعونهم العارية، وهو الماعون. ٢٩٤٣١ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قال: يمنعون الزكاة، ومنهم من قال: يمنعون الطاعة، ومنهم من قال: يمنعون العارية. ٢٩٤٣٢ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن عُلَية، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس ، في قوله: وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: لم يجىء أهلها بعد. ٢٩٤٣٣ـ حدثني ابن المثنى، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قال ابن عباس : المَاعُونَ ما يتعاطى الناس بينهم. ٢٩٤٣٤ـ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن عُلَية، قال: حدثنا ليث، عن أبي إسحاق، عن الحرث، قال: قال عليّ رضي اللّه عنه: الماعون: منع الزكاة والفأس والدلو والقدر. ٢٩٤٣٥ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم النبي ل، قال: حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبير قال: الماعون: العارية. ٢٩٤٣٦ـ حدثني أبو حصين عبد اللّه بن أحمد بن يونس، قال: حدثنا عبثر، قال: حدثنا حصين، عن أبي مالك، في قول اللّه : وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ قال: الدلو والقدر والفأس. ٢٩٤٣٧ـ حدثنا عمرو بن عليّ، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد اللّه ، قال: كنا مع نبينا صلى اللّه عليه وسلم ونحن نقول: الماعون: منع الدلو وأشباه ذلك. وقال آخرون: الماعون: المعروف. ذكر من قال ذلك: ٢٩٤٣٨ـ حدثنا محمد بن إبراهيم السلمي، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا محمد بن رفاعة، قال: سمعت محمد بن كعب يقول: الماعون: المعروف. وقال آخرون: الماعون: هو المال. ذكر من قال ذلك: ٢٩٤٣٩ـ حدثني أحمد بن حرب، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، قال: الماعون، بلسان قريش: المال. ٢٩٤٤٠ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن الزهريّ، قال: الماعون: بلسان قريش: المال. وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب، إذ كان الماعون هو ما وصفنا قبل، وكان اللّه قد أخبر عن هؤلاء القوم، وأنهم يمنعونه الناس، خبرا عاما، من غير أن يخصّ من ذلك شيئا، أن يقال: إن اللّه وصفهم بأنهم يمنعون الناس ما يتعاورونه بينهم، ويمنعون أهل الحاجة والمسكنة ما أوجب اللّه لهم في أموالهم من الحقوق، لأن كلّ ذلك من المنافع التي ينتفع بها الناس بعضهم من بعض. |
﴿ ٠ ﴾