٥

هم في صلاتهم ساهون إذا صلوها.

واختلف أهل التأويل في معنى قوله: عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ فقال بعضهم: عُنِي بذلك أنهم يؤخّرونها عن وقتها، فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها. ذكر من قال ذلك:

٢٩٣٨٩ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا سكن بن نافع الباهلي، قال: حدثنا شعبة، عن خلف بن حَوْشَبِ، عن طلحة بن مُصَرّف، عن مصعب بن سعد، قال: قلت لأبي، أرأيت قول اللّه عزّ وجلّ: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ: أيه تركها؟ قال: لا، ولكن تأخيرها عن وقتها.

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلَية، عن هشام الدّسْتَوائي، قال: حدثنا عاصم بن بهدلة. عن مصعب بن سعد، قال: قلت لسعد: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ: أهو ما يحدّث به أحدنا نفسه في صلاته؟ قال: لا، ولكن السهو أن يؤخّرها عن وقتها.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن مصعب بن سعد الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: السهو: الترك عن الوقت.

٢٩٣٩٠ـ حدثنا عمرو بن عليّ، قال: حدثنا عمران بن تمام البُنَانيّ، قال: حدثنا أبو جمرة الضّبَعِيّ نصر بن عمران، عن ابن عباس ، في قوله: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: الذين يؤخّرونها عن وقتها.

٢٩٣٩١ـ وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن ابن أبزى: فويل للمصلين الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: الذين يُؤّخرون الصلاة المكتوبة، حتى تخرج من الوقت أو عن وقتها.

٢٩٣٩٢ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: الترك لوقتها.

حدثني أبو السائب، قال: ثني أبو معاوية، عن الأَعمش، عن مسلم، عن مسروق، في قوله: الّذِينَ هُم عَنْ صْلاتِهِمْ ساهُونَ قال: تضييع مِيقاتها.

٢٩٣٩٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: ترك المكتوبة لوقتها.

٢٩٣٩٤ـ حدثنا ابن البرقي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: أخبرني ابن زَحْر، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الذين يضيعونها عن وقتها.

وقال آخرون: بل عُني بذلك أنهم يتركونها فلا يصلونها. ذكر من قال ذلك:

٢٩٣٩٥ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلّينَ الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ فهم المنافقون كانوا يراؤون الناس بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا، ويمنعونهم العارية بغضا لهم، وهو الماعون.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس : الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: هم المنافقون يتركون الصلاة في السرّ، ويصلون في العلانية.

٢٩٣٩٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: الترك لها.

وقال آخرون: بل عُني بذلك أنهم يتهاونون بها، ويتغافلون عنها ويَلْهُونَ. ذكر من قال ذلك:

٢٩٣٩٧ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: لاهون.

٢٩٣٩٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ: غافلون.

٢٩٣٩٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: ساهٍ عنها، لا يبالي صلّى أم لم يصلّ.

٢٩٤٠٠ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ يصلون، وليست الصلاة من شأنهم.

٢٩٤٠١ـ حدثني أبو السائب، قال: حدثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، في قوله: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: يتهاونون.

وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب ب قوله: ساهُونَ: لاهون يتغافلون عنها وفي اللّه و عنها والتشاغل بغيرها، تضييعها أحيانا، وتضييع وقتها أخرى. وإذا كان ذلك كذلك صحّ بذلك قول من قال: عُنِي بذلك ترك وقتها، وقول من قال: عُنِي به تركها، لما ذكرت من أن في السهو عنها المعاني التي ذكرت.

وقد رُوي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بذلك خبران يؤيدان صحة ما قلنا في ذلك: أحدهما ما:

٢٩٤٠٢ـ حدثني به زكريا بن أبان المصريّ، قال: حدثنا عمرو بن طارق، قال: حدثنا عكرِمة بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الملك بن عُمَير، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص، قال: سألت النبي صلى اللّه عليه وسلم ، عن الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: (هم الذين يؤخّرون الصلاة عن وقتها) . والاَخر منهما ما:

٢٩٤٠٣ـ حدثني به أبو كُرَيب، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن شبيان النحويّ، عن جابر الجُعْفِيّ، قال: ثني رجل، عن أبي بَرْزة الأسلميّ، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، لما نزلت هذه الاَية: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ: (اللّه أكبرُ هذه خيرٌ لكم من أن لو أُعطيَ كلّ رجل منكم مثلَ جميع الدنيا هو الذي إن صلى لم يرجُ خير صلاته، وإن تركها لم يخف ربه) .

٢٩٤٠٤ـ حدثني أبو عبد الرحيم البرقي، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت عمر بن سليمان يحدّث عن عطاء بن دينار أنه قال: الحمد للّه الذي قال: الّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ.

وكلا المعنيين اللذين ذكرت في الخبرين اللذين روينا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم محتمل عن معنى السهو عن الصلاة.

﴿ ٥