تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة الفلقسورة الفلق مكية وآياتها خمس بسم اللّه الرحمَن الرحيم ١انظر تفسير الآية ٢ ٢القول فـي تأويـل قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ}. يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : قل يا محمد: أستجير بربّ الفلق من شرّ ما خلق من الخلق. ٣واختلف أهل التأويل في معنى الفلق، فقال بعضهم: هو سجن في جهنم يسمى هذا الاسم. ذكر من قال ذلك: ٢٩٥٨١ـ حدثني الحسين بن يزيد الطحان، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد اللّه ، عمن حدثه عن ابن عباس قال: الفلق: سجن في جهنم. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيريّ، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن رجل، عن ابن عباس ، في قوله: الفَلَقِ: سجن في جهنم. ٢٩٥٨٢ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا العوّام بن عبد الجبار الجَوْلانيّ، قال: قَدِم رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الشأم، قال: فنظر إلى دُور أهل الذمة، وما هم فيه من العيش والنضارة، وما وُسّعَ عليهم في دنياهم، قال: فقال: لا أبالك، أليس من ورائهم الفلق؟ قال: قيل: وما الفلق؟ قال: بيت في جهنم، إذ فُتح هَرّ أهل النار. ٢٩٥٨٣ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت السّدّيّيقول: الفَلَق: جُبّ في جهنم. حدثني عليّ بن حسن الأزدي، قال: حدثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن السديّ، مثله. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن السديّ، مثله. ٢٩٥٨٤ـ حدثني إسحاق بن وهب الواسطيّ، قال: حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطيّ، قال: حدثنا نصر بن خْزَيمة الخراسانيّ، عن شعيب بن صفوان، عن محمد بن كعب القُرَظِيّ، عن أبي هُريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (الفَلَق: جبّ في جهنم مغطّى) . ٢٩٥٨٥ـ حدثنا ابن البرقي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا نافع بن يزيد، قال: حدثنا يحيى بن أبي أسيد، عن ابن عجلان، عن أبي عبيد، عن كعب، أنه دخل كنيسة فأعجبه حُسنها، فقال: أحسن عمل وأضلّ قوم، رضيت لكم الفلق، قيل: وما الفلق؟ قال: بيت في جهنم إذا فُتح صاح جميع أهل النار من شدّة حرّه. وقال آخرون: هو اسم من أسماء جهنم. ذكر من قال ذلك: ٢٩٥٨٦ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت خيثم بن عبد اللّه يقول: سألت أبا عبد الرحمن الحبلي، عن الفلق، قال: هي جهنم. وقال آخرون: الفلق: الصبح. ذكر من قال ذلك: ٢٩٥٨٧ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه. عن ابن عباس : أعُوذُ برَبّ الْفَلَقِ قال: الفلق: الصّبْح. ٢٩٥٨٨ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عديّ، قال: أنبأنا عوف، عن الحسن، في هذه الاَية: قُلْ أعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ قال: الفلق: الصبح. ٢٩٥٨٩ـ قال: ثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جُبير، قال: الفلق الصبح. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران جميعا، عن سفيان، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جُبير، مثله. حدثني عليّ بن الحسن الأزدي، قال: حدثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن سالم، عن سعيد بن جُبير، مثله. ٢٩٥٩٠ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا وكيع، عن الحسن بن صالح، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، عن جابر، قال: الفَلَق: الصبح. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا الحسن بن صالح، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللّه ، مثله. ٢٩٥٩١ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا أبو صخر، عن القُرَظِيّ، أنه كان يقول في هذه الاَية: قُلْ أعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ يقول: فالق الحبّ والنوى، قال: فالق الإصباح. ٢٩٥٩٢ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: قُلْ أعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ قال: الصبح. ٢٩٥٩٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قُلْ أعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ قال: الفَلَق: فَلقَ النهار. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، قال: الفلق: فلق الصبح. ٢٩٥٩٤ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول اللّه : قُلْ أعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ قيل له: فَلَق الصبح، قال: نعم، وقرأ: فالِقُ الإصْباحِ وَجاعِلُ اللّيْلِ سَكَنا. وقال آخرون: الفَلَق: الخلق، ومعنى الكلام: قل أعوذ برب الخلق. ذكر من قال ذلك: ٢٩٥٩٥ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله: الفلق: يعني الخلق. والصواب من القول في ذلك، أن يقال: إن اللّه جل ثناؤه أمر نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم أن يقول: أعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ والفلق في كلام العرب: فَلق الصبح، تقول العرب: هو أبينُ من فَلَق الصّبح، ومن فَرَق الصّبح. وجائز أن يكون في جهنم سجن اسمه فَلَق. وإذا كان ذلك كذلك، ولم يكن جل ثناؤه وضعَ دلالة على أنه عُنِي بقوله بِرَبّ الْفَلَقِ بعض ما يُدْعَى الفلق دون بعض، وكان اللّه تعالى ذكره ربّ كل ما خلق من شيء، وجب أن يكون معنيا به كل ما اسمه الفَلَق، إذ كان ربّ جميع ذلك. وقال جلّ ثناؤه: مِنْ شَرّ ما خَلَقَ لأنه أمر نبيه أن يستعيذ من شرّ كل شيء، إذ كان كلّ ما سواه، فهو ما خَلق. و قوله: وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ يقول: ومن شرّ مظلم إذا دخل، وهجم علينا بظلامه. ثم اختلف أهل التأويل في المظلم الذي عُنِي في هذه الاَية، وأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالاستعاذة منه، فقال بعضهم: هو الليل إذا أظلم. ذكر من قال ذلك: ٢٩٥٩٦ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس : وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ قال: الليل. ٢٩٥٩٧ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عديّ، قال: أنبأنا عوف، عن الحسن، في قوله: وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ قال: أوّل الليل إذا أظلم. ٢٩٥٩٨ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثنا أبو صخر، عن القرظي أنه كان يقول في: غاسِقٍ أذَا وَقَبَ يقول: النهار إذا دخل في الليل. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن رجل من أهل المدينة، عن محمد بن كعب وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ قال: هو غروب الشمس إذا جاء الليل، إذا وقب. ٢٩٥٩٩ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: غاسِقٍ قال: الليل إذَا وَقَبَ قال: إذا دخل. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ قال: الليل إذا أقبل. حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، عن الحسن وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ قال: إذا جاء. ٢٩٦٠٠ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله إذَا وَقَبَ يقول: إذا أقبل. وقال بعضهم: هو النهار إذا دخل في الليل، وقد ذكرناه قبلُ. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن رجل من أهل المدينة، عن محمد بن كعب القُرَظِيّ وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ قال: هو غروب الشمس إذا جاء الليل، إذا وجب. وقال آخرون: هو كوكب. وكان بعضهم يقول: ذلك الكوكب هو الثّريا. ذكر من قال ذلك: ٢٩٦٠١ـ حدثنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سليمان بن حِبّان، عن أبي المُهَزّم، عن أبي هريرة في قوله: وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ قال: كوكب. ٢٩٦٠٢ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ قال: كانت العرب تقول: الغاسق: سقوط الثريا، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها، وترتفع عند طلوعها. ولقائلي هذا القول عِلّة من أثر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وهو ما: ٢٩٦٠٣ـ حدثنا به نصر بن عليّ، قال: حدثنا بكار بن عبد اللّه بن أخي هَمّام، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ قال: النجم الغاسق. وقال آخرون: بل الغاسق إذا وقب: القمر، ورووا بذلك عن النبي صلى اللّه عليه وسلم خبرا. ٢٩٦٠٤ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن سفيان، قال: حدثنا أبي ويزيد بن هارون به. ٢٩٦٠٥ـ وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن خاله الحرث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: أخذ النبي صلى اللّه عليه وسلم بيدي، ثم نظر إلى القمر، ثم قال: (يا عائِشَةُ تَعَوّذِي باللّه مِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ، وَهَذَا غاسِقٌ إذَا وَقَبَ) ، وهذا لفظ حديث أبي كُرَيب وابن وكيع. وأما ابن حُمَيد، فإنه قال في حديثه: قالت أخَذَ النبي صلى اللّه عليه وسلم بيدي، فقال: (أتَدْرِينَ أيّ شَيْءٍ هَذَا؟ تَعَوّذِي باللّه مِنْ شَرّ هَذَا، فإنّ هَذَا الْغاسِقُ إذَا وَقَبَ) . حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الحرث بن عبد الرحمن، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم نظر إلى القمر. فقال: (يا عائِشَةُ اسْتَعِيذِي باللّه مِنْ شَرّ هَذَا، فإنّ هَذَا الْغاسِقُ إذَا وَقَبَ) . وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب، أن يقال: إن اللّه أمر نبيه صلى اللّه عليه وسلم أن يستعيذ مِنْ شَرّ غاسِقٍ وهو الذي يُظْلم، يقال: قد غَسَق الليل يَغْسُق غسوقا: إذا أظلم. إذَا وَقَبَ يعني : إذا دخل في ظلامه والليل إذا دخل في ظلامه غاسق، والنجم إذا أفل غاسق، والقمر غاسق إذا وقب، ولم يخصص بعض ذلك بل عمّ الأمر بذلك، فكلّ غاسق، فإنه صلى اللّه عليه وسلم كان يُؤمر بالاستعاذة من شرّه إذا وقب. وكان قتادة يقول في معنى وقب: ذهب. ٢٩٦٠٦ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة غاسِقٍ إذَا وَقَبَ قال: إذا ذهب. ولست أعرف ما قال قتادة في ذلك في كلام العرب، بل المعروف من كلامها من معنى وقب: دخل. ٤و قوله: وَمِنْ شَرّ النّفّاثاتِ فِي الْعُقَدِ يقول: ومن شرّ السواحر اللاتي ينفُثن في عُقَد الخيط، حين يَرْقِين عليها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٩٦٠٧ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس : وَمِنْ شَرّ النّفّاثاتِ فِي الْعُقَدِ قال: ما خالط السّحر من الرّقَى. ٢٩٦٠٨ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عديّ، عن عوف، عن الحسن وَمِنْ شَرّ النّفّاثاتِ فِي الْعُقَدِ قال: السواحر والسّحَرة. ٢٩٦٠٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، قال: تلا قتادة : وَمِنْ شَرّ النّفّاثاتِ فِي الْعُقَدِ قال: إياكم وما خالط السّحر من هذه الرّقَى. ٢٩٦١٠ـ قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: ما من شيء أقرب إلى الشرك من رُقْية المجانين. ٢٩٦١١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قال: كان الحسن يقول إذا جاز وَمِنْ شَرّ النّفّاثاتِ فِي العُقَدِ قال: إياكم وما خالط السحر. ٢٩٦١٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد وعكرِمة النّفّاثاتِ فِي الْعُقَدِ قال: قال مجاهد: الرّقى في عُقَد الخيط وقال عكرِمة: الأخذ في عقد الخيط. ٢٩٦١٣ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَمِنْ شَرّ النّفّاثاتِ فِي الْعُقَدِ قال: النفاثات: السواحر في العقد. ٥و قوله: وَمِنْ شَرّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ: اختلف أهل التأويل في الحاسد الذي أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يستعيذ من شرّ حسده به، فقال بعضهم: ذلك كلّ حاسد أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يستعيد من شرّ عينه ونفسه. ذكر من قال ذلك: ٢٩٦١٤ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وَمِنْ شَرّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ قال: من شرّ عينه ونفسه، وعن عطاء الخُراساني مثل ذلك. قال مَعْمر: وسمعت ابن طاوُس يحدّث عن أبيه، قال: العَينُ حَقّ، وَلَو كا٢شَيءٌ سابق القَدرِ، سَبَقتْه العَينُ، وإذا اسْتُغْسِل أحدُكم فَلْيَغْتَسل. وقال آخرون: بل أُمر النبي صلى اللّه عليه وسلم بهده الاَية أن يستعيذ من شرّ اليهود الذين حسدوه. ذكر من قال ذلك: ٢٩٦١٥ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَمِنْ شَرّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ قال: يهود، لم يمنعم أن يؤمنوا به إلا حسدهم. وأولى القولين بالصواب في ذلك، قول من قال: أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يستعيذ من شرّ كلّ حاسد إذا حسد، فعابه أو سحره، أو بغاه سوءا. وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب، لأن اللّه عزّ وجلّ لم يخصص من قوله وَمِنْ شَرّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ حاسدا دون حاسد، بل عمّ أمرُه إياه بالاستعاذة من شر كلّ حاسد، فذلك على عمومه. |
﴿ ٠ ﴾